تحرير حسن سلامة، مسعفة وضابط حركة في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني منذ 24 عامًا
تحرير حسن سلامة، مسعفة وضابط حركة في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني منذ 24 عامًا، أم لطفلين، 17 و14 عاما، زوجها يعمل مديرا لمركز اسعاف خانيونس.
منذ بدء العدوان الاسرائيلي على القطاع واصلت تحرير عملها الإنساني في انقاذ الأرواح رغم الظروف القاسية التي مرت بها وأبرزها اعتقال الاحتلال لزوجها الزميل عوني مدة 51 يوماً خلال مشاركته في إجلاء جرحى من مدينة غزة إلى جنوب القطاع.
تبدأ تحرير يومها في السادسة صباحًا، تتناول الإفطار مع زوجها وأطفالها قبل أن تنطلق إلى عملها في مركز إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني في دير البلح، حيث تتلقى مناشدات المواطنين على مدار الساعة.
تحمل تحرير في جعبتها ذكريات مؤلمة وصعبة. وأصعبها كان تلقيها اتصالاً يفيد باستهداف منزلها. وعلى الرغم من خوفها الشديد، هرعت إلى مكان الاستهداف مع سيارات الإسعاف، لكنها وجدت أن المنزل المجاور هو الذي تعرض للقصف. كما تلقت تحرير في أحد الأيام اتصالاً من سيدة من مخيم البريج، تطلب المساعدة لزوجها وابنها المصابين، لكنها لم تستطع تقديم أية مساعدة بسبب خطورة الوضع في المنطقة التي كانت تعتبر "منطقة حمراء" حسب تصنيف جيش الاحتلال، حينها شعرت تحرير بالعجز والألم لعدم قدرتها على الاستجابة لنداء لسيدة وانقاذ حياة زوجها وابنها.
أما عن الذكرى الأليمة التي لا تفارقها فهي يوم استشهاد المسعف يوسف ابو معمر، زميلها لسنوات عديدة. في ذلك اليوم الحزين، كان يوسف وفريقه في مهمة إسعاف، ووعدت تحرير يوسف بأنها ستعد له الفطور عندما يعود، لكنه لم يعد في ذلك اليوم. تلقت تحرير خبر استهداف مركبة الاسعاف التي كان يستقلها يوسف مع زملائه فادي وفؤاد وإسلام كالصاعقة، حيث قضوا جميعًا في هذا الاستهداف.