رائد النمس:
وانت تتجول في ارجاء كلية تنمية القدرات الجامعية، التابعة لجمعية الهلال الاحمر الفلسطيني في خانيونس، ستدرك على الفور مدى الاهتمام الذي تقدمه الكلية لطلبتها من ذوي الاعاقة، ولن تشعر ابدا بأن اعاقتهم شكلت فارقا، مقارنة مع الطلاب الاخرين.
لقد حرصت الكلية، منذ انشائها، على توفير البيئة التعليمية المناسبة لطلابها كافة، بمن فيهم الاشخاص ذوي الاعاقات المختلفة، سواء الجسدية أو البصرية او السمعية، وغيرها، وعملت على تذليل العقبات كافة التي قد تحول دون قدرتهم على الحصول على تعليم جامعي.
حنين عيد (27 عامأ)، طالبة مستوى رابع في الكلية، كفيفة جزئيا، تصف سنواتها الدراسية بالقول: "انني سعيدة جدا بالالتحاق في كلية تنمية القدرات، فقد وفرت لي من الامكانيات و الوسائل ما ساهم بشكل فعال في قدرتي على التحصيل العلمي، ومتابعة المحاضرات، والتدريبات العملية".
وتضيف: "خلال المحاضرات وفرت الكلية لي حامل كتب بحجم كبير، وذلك لإعانتي على القراءة. كما وفرت لي الكتب الدراسية وأوراق الاختبارمن الحجم نفسه، مما جعلني اشارك بقية الطلاب في اوقات الدراسة والاختبار دون شعور بقصور يمنعني من ذلك".
وعن مرافق الكلية وقدرتها على التجول فيها، قالت: "كل شيء هنا يتوافق مع اعاقتي البصرية. فمفاتيح المصعد بارزة وناطقة في الوقت نفسه، ما يجعلني على دراية تامة بمكاني، كما ان الدرج والممرات والمرافق الاخرى تم انشاءها لتتناسب مع ما نعاني منه،حتى يتسنى لنا اتمام متطلباتنا التعليمية كافة".
اما الطالبة اية كفافي، (23 عاما) ، التي تعاني من شلل دماغي أثر في الحركة والنطق لديها، فتقول: "لقد التحقت بالكلية منذ اربع سنوات، وانا الان اتدرب لمدة شهرين بشكل عملي، ضمن متطلب التخرج، ولم اشعر يوما أن هناك شيئا لا استطيع القيام به اسوة بزملائي في الكلية، فقد قامت الكلية بدمجنا خلال الدراسة بشكل فعال، ما ساهم بتعزيز روح التحدي لدينا، وبذل الجهد من اجل النجاح واثبات الذات".
وتضيف اية: "وفرت الكلية لي، على مدار سنوات دراستي، كاتبا يدون المحاضرات لي بسبب عدم قدرتي على الكتابة بشكل سريع، كما ساعدتنا، تشكيل لجنة، لمتابعة حالاتنا كذوي اعاقة، وعملت على تذليل العقبات التي تواجهنا، خاصة في المواضيع التدريبة. وهذا جعلني اشعر بانني لا اختلف اطلاقا عن أي من زملائي طلاب الكلية، فأنا ادرس مساقاتهم العملية نفسها، واشارك في التدريبات العملية معهم ايضا".
د.جين كالدر، عميد كلية تنمية القدرات الجامعية، اشارت الى هذا الجانب بقولها: "نحن سعيدون باستقبال الطلبة من ذوي الاعاقة في الكلية، ومنذ تأسيس هذا الصرح ونحن نعمل على تلبية احتياجاتهم، وتوفير متطلبات تعليمهم كافة على اكمل وجه، فمن يعانون من اعاقات بصرية قمنا بطباعة الكتب و اوراق الاختبارات والمواد التي يقرأونها في المكتبة على ورق كبير، بالإضافة الى اعتماد لغة "بريل" لفاقدي البصر بشكل تام. كما حرصت الكلية على تجهيز المرافق التابعة لها، لتتناسب وطبيعة اعاقاتهم المختلفة، كما وفرت الكلية للطلبة الصم متخصيصين في لغة الاشارة خلال المحاضرات، ولآخرين كاتبين كي يسجلوا لهم المحاضرات".
وتضيف: "نحن هنا لا نفرق بين أحد من الطلاب ونحرص على ان يتلقى الطلبة، من ذوي الاعاقة المساقات العلمية كافة، وذلك ليكون لديهم القدرة على المشاركة المجتمعية، واثبات قدرتهم في مجال التعلم والعمل. والكلية ملزمة بتوفير الوسائل التي تساعدهم على ذلك، من اجل دعمهم وتعزيز قدراتهم، وهذا ما حدث مع اربعة وعشرين طالباَ وطالبة من ذوي الاعاقة التحقوا بالدراسة في كلية تنمية القدرات منذ نشأتها".
وتؤكد د. كالدر في السياق ذاته أن عمل الكلية ينسجم مع المبادئ الانسانية لجمعية الهلال الاحمر الفلسطيني التي تدعم وتطور الاشخاص ذوي الاعاقة، ومعاملتهم كأناس من الدرجة الاولى، والعمل على دمجهم في المجتمع، كي يكون للأشخاص ذوي الاعاقة بصمة كبيرة في مجال النجاح و التقدم على المستويات كافة.
انتهى.