أقامت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني منذ تأسيسها في اواخر عام 1968 , العديد من الشراكات المتينة والمميزة مع طائفة واسعة من الجهات الداعمة , لرسالتها المتمثلة في تقديم الخدمات للفلسطينيين والمحتاجين كافة أينما تواجدوا وفي جميع الأوقات.
ويقوم النهج الذي تعتمده الجمعية في مجال الشراكات , على تعزيز الثقة المتبادلة ولا يقتصر الأمر على الشراكات الرامية إلى تنفيذ المشاريع فحسب , بل ينطوي أيضاً على تعزيز روح التضامن بين الشركاء , من أجل تطوير قاعدة عمل مشتركة بصرف النظر عن حجم التمويل المقدّم.
ونجحت الجمعية وشركاؤها في اقامة شراكات عديدة مرتكزة على علاقات استراتيجية ترمي إلى تحقيق أهداف مشتركة طويلة الأمد. وهذه الشراكات تستند كذلك إلى مبدأ التكافؤ بين الشركاء, وتقوم على أساس تطوير الشراكة والتعلّم يداً بيد, سعياً إلى تقديم خدمات إنسانية فضلى والاستفادة من خبرات وتجارب الشركاء، بعيد عن المألوف من أجل إقامة شراكات فاعلة تقوم على مبدأ التواصل، والانفتاح، والانتفاع من الخدمات، والمرونة، مما يعود بالنفع على الشركاء جميعاً ويحقق نتائج جيدة وملهمة.
وواكب الشركاء مسيرة الجمعية على مر السنين, وعايشوا معها مختلف الظروف والأوضاع، وواكبوا تطوّرها ودعموا دورها الإنساني القيادي والرائد الذي يستند إلى توجهاتها الاستراتيجية وإلى المبادئ الأساسية للحركة الدولية لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر.
ولعبت هذه الشراكات دوراً محورياً, في ظل الظرف الفلسطيني الشديد التعقيد, الذي يعاني فيه الفلسطينيون من غياب الحماية الطويل الأمد جراء الاحتلال العسكري الإسرائيلي وممارساته القمعية، وأتاحت للجمعية لعب دور مركزي بوصفها جمعية وطنية وانسانية فاعلة تتكيّف مع الأزمات والطوارئ المتكررة وتستجيب لتداعياتها, وتسعى في الوقت نفسه إلى تنفيذ برامج طويلة الأمد وبلوغ الأهداف والغايات التنموية المنشودة.
وتعرب الجمعية عن عميق تقديرها وشكرها لجميع الشركاء الذين وقفوا إلى جانبها, وأبدوا تضامنهم معها على مرّ السنين، وتتقدم بجزيل الشكر على جهودهم ودعمهم, وتجسيدهم لمعنى الشراكة الحقيقي المتمثل في الاستثمار المتواصل, من أجل نهضة البشرية جمعاء, وإعلاء المبادئ الإنسانية عبر إقامة علاقات عمادها الكرامة والاحترام والثقة.