الرئيسية » قصص انسانية »
28 حزيران 2020

شعبة "الهلال" في قريوت ..نجاح كبير في خدمة بلدات يتهددها الاستيطان

 

نابلس – يواجه أهالي قرية قريوت جنوب شرق نابلس، ويبلغ عددهم 3000 نسمة، مصاعب جمة في ظل احاطة ثلاث مستوطنات، وأربع بؤر استيطانية بالقرية، ما يجعل حياة أهلها والعديد من القرى المجاورة موضع تهديد طوال الوقت.

وقد تفطنت جمعية الهلال الأحمر منذ سنوات، لأهمية هذه القرية، والكثير من البلدات والقرى المجاورة، ما دفعها إلى اعطائها أولوية خاصة، عبر تشكيل شعبة فيها، توفر رزمة كبيرة من الخدمات، بما فيها الإسعاف والطوارئ التي تفتقر إليها هذه التجمعات.

يقول بشار القريوتي، مسؤول الشعبة: هناك 12 بلدة وقرية بعيدة عن مراكز المدن تخدمها هذه الشعبة، التي وضعت نواتها العام 2006، في هذه المنطقة المكونة من 30 ألف نسمة، والمحاطة بعدد كبير من المستوطنات.

ويضيف القريوتي: هناك بيوت في قريوت لا تبعد عنها المستوطنة أكثر من 150 مترا، بالتالي فإن هناك مخاطر جمة تواجه أهالي قريوت والبلدات الأخرى، ما يبرز مدى حيوية وجود الشعبة، والدور الملقى على كاهل أعضائها، وهم جميعا من المتطوعين.

ويقدم طاقم الشعبة، ويشمل طبيبا، وممرضين، وضباط اسعاف، مجموعة كبيرة من التدخلات، ما يشمل الإسعافات الاولية، وخدمات طبية.

وقد بادرت الشعبة إلى تشكيل خمس لجان، موزعة على خمس قرى في جنوب نابلس، وشمال رام الله، هي: تلفيت، والمغير، وقصرة، واللبن الشرقي، وقريوت.

ويذكر القريوتي، أن اللجان تعمل على مدار الساعة، لمواجهة أي اعتداء يمكن أن يقوم به المستوطنون، لافتا إلى أن عدد المتطوعين التابعين للشعبة 75 متطوعا.

وهو يشير إلى أن دور الشعبة لا يقتصر على خدمات الإسعاف والطوارئ، بل يتعداه إلى تلبية احتياجات المجتمع المحلي، مثل خدمة الأشخاص ذوي الإعاقة، عبر تقديم كراس متحركة لهم، بالتنسيق مع الجمعية، وجهات مانحة.

ويلفت إلى نجاح الشعبة في التشبيك مع عدد كبير من الهيئات المحلية والدولية، التي دعمت العديد من برامج الشعبة.

ويقول: الشعبة تمثل قصة نجاح بكل معنى الكلمة، اذ بدأنا بحقيبة اسعاف صغيرة، ومع مرور الوقت أنشأنا مركز اسعاف وطوارئ متكامل، وصولا إلى تدشين مستوصف طبي، جار العمل على انجازه، بدعم من المجتمع المحلي، ومؤسسات دولية، وهذا المستوصف سيضم عيادات ومختبرات، ستعمل الجمعية على تجهيزه بالمعدات والأجهزة الطبية.

ويردف: الشعبة التي أنشأتها الجمعية في غاية الأهمية، لعدة عوامل، من ضمنها أن البلدات والقرى المخدومة، محاطة بـ 14 تجمعا استيطانيا، بالتالي فهي تتعرض لاعتداءات متكررة، وإذا ما أخذنا بالاعتبار أن وصول أقرب سيارة اسعاف من يتما جنوب نابلس، أو سلفيت، يستغرق 40 دقيقة، نستطيع أن نفهم مدى وجاهة الدور الذي تلعبه الشعبة في انقاذ حياة الناس.

ويتابع: الجمعية زودتنا بحقائب تحوي أدوات متطورة للتعامل مع أية حوادث، وهذا أمر مهم، مع مراعاة الطبيعة الجبلية التي تميز المنطقة التي نتحدث عنها، فحتى لو توفرت سيارة اسعاف هنا، فإن عملها لن يكون بالسهولة المتوقعة.

وقد عمدت الشعبة خلال الفترة الماضية، أي منذ بروز جائحة كورونا، إلى تنفيذ بعض المبادرات، ما يتضمن زيارة الأفراد الذين يعانون من أمراض مزمنة، مثل السكري والضغط، وتقديم استشارات لهم، إضافة إلى العمال القادمين من داخل الخط الأخضر، علاوة على تعقيم عدد من المؤسسات، وتوزيع 400 طرد غذائي مقدمة من قبل "الهلال الأحمر" ولجان الطوارئ.

ويقول: قد يكون أبرز ما يميز الشعبة، ديناميكيتها العالية، والثقة الكبيرة التي تحظى بها من قبل المواطنين هنا.