الرئيسية » قصص انسانية »
07 تموز 2025

مركز فواز القصص: فرصة مهنية على طريق الاندماج

 يُعد مركز فواز القصص التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في مدينة نابلس نموذجًا رياديًا يركز على تمكين فئة الشباب من ذوي الإعاقة الذهنية البسيطة، من خلال برامج تأهيلية ومهنية تهدف إلى دمجهم بشكل فعال في المجتمع. 

 

يتمحور هدف المركز حول استثمار القدرات الجسدية والفكرية للفئة المستهدفة، لتعزيز ثقتهم بأنفسهم، وتخفيف العبء عن أسرهم، وتحقيق استقلاليتهم.وتمكينهم اقتصاديا

 

تأسس المركز عام 2016 استجابةً لحاجة ملحة تمثلت في غياب البرامج المتخصصة للأشخاص ذوي الإعاقة من فئة البالغين، لا سيما بعد عمر 16 عامًا. ويهدف هذا المركز إلى تقديم خدمات التأهيل ما قبل المهني والتأهيل المهني، من خلال برامج تدريبية تسهم في تطوير مهاراتهم واستثمار طاقاتهم بشكل إيجابي، بما يساهم في تعزيز فرص اندماجهم في المجتمع.

 

توضح مديرة المركز، رجاء النجار، أن المركز يستقبل طلبة تتراوح أعمارهم بين 16 عامًا ولغاية 22 عاماً، ممن تنطبق عليهم معايير التأهيل المهني. وتشمل هذه المعايير إجراء الدراسة النفسية لتقييم القدرات العقلية، والميول المهنية، والمستوى التعليمي، إضافة إلى السمات الشخصية، وذلك لضمان مواءمة البرنامج التدريبي مع احتياجاتهم الفردية.

 

وتتبع عملية استقبال الطلبة نظامًا دقيقًا يعتمد على التحويلات من مؤسسات شريكة، مثل وزارة التنمية الاجتماعية، أو مراكز التربية الخاصة، بعد أن يتجاوز بعض الطلبة سن القبول فيها ليتم تحويلهم إلى مركز فواز القصص.

 

وتوضح النجار أن مدة التأهيل تتفاوت بين سنة إلى ثلاث سنوات، حسب حالة كل طالب واحتياجاته الخاصة.

 

وفي إطار خطة العمل، تقوم الكوادر المختصة بمراجعة قدرات الطلبة وتقييم نقاط القوة والضعف لديهم، ليتم وضع خطة تأهيل مفصلة تتناسب مع احتياجاتهم، تشمل تقييم النطق والعلاج الوظيفي، فضلاً عن تدريبات عملية ونظرية تهدف إلى تنمية مهاراتهم الحرفية واليدوية.

 

وتخصص المدرسة، حسب النجار، برامج تدريب مهنية تتناسب مع قدرات الطلبة، مثل الأشغال اليدوية والتشكيلية، التي تم تصميمها بشكل يضمن تعزيز قدراتهم وإكمالهم التدريب بنجاح، بهدف استثمار طاقاتهم الجسدية وتحقيق أكبر قدر من الاستفادة منها

وتؤكد المعلمة أسماء بشارات، التي تتولى تدريس الأشغال اليدوية، أن كل خطة تدريبية تُوضع بعناية فائقة، وتراعي المستويات المختلفة للطلاب، مع التركيز على تحقيق الأهداف التعليمية والمهنية.

 

وفي حديثها، أشارت النجار إلى أن المركز يسعى بشكل مستمر لتمكين هؤلاء الشباب من إظهار مهاراتهم والاندماج المجتمعي، حيث يمثل هذا المركز نموذجًا لجهود المجتمع الفلسطيني في دمج ذوي الإعاقة في الحياة اليومية، وتعزيز قيم التعايش والاندماج.