الرئيسية » قصص انسانية »
30 نيسان 2025

الشهيد المسعف مصطفى خفاجة: والدٌ طيب ترك ولداً وحيداً

ثماني سنوات، انتظر المسعف في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني مصطفى خفاجة، قدوم مولوده الأول محمد، الذي ولد قبل خمسة عشر عاماً، لوالدٍ يحمل روحه على كفه ويخاطر من أجل إنقاذ الآخرين.

سنوات طويلة قضاها خفاجة في محاولة لبلسمة جراح أهله وجيرانه في قطاع غزة، ٢٥ عاماً في خدمة الإنسانية، محتمياً بشارة دولية مزقتها رصاصات جنود الاحتلال الإسرائيلي فجر الثالث والعشرين من آذار الماضي.

 

مصطفى محمد حمد خفاجة

من مواليد تل السلطان في مدينة رفح عام ١٩٧٥، متزوج منذ عام ٢٠٠٢، ولديه ولد وحيد هو محمد، جاء بعملية زراعة بعد ثماني سنوات من الانتظار، عاش معه خمسة عشر عاماً قضى أغلبها في معالجة آثار الحروب.

بدأ خفاجة عمله في الهلال الأحمر منذ الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام ٢٠٠٠، بعد دراسته في معهد الإسعاف التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في خانيونس، ليصبح بعدها واحداً من ألمع المسعفين في الجمعية.

سنوات طويلة جعلت جمعية الهلال بيتاً ثانياً لخفاجة، وزملاء صاروا أكثر من إخوة، عاشوا معاً خمسة عشر عاما، هبوا ينقذون الناس، ولم يترددوا لحظة لنجدة زملاء لهم حاصرتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي في رفح ليرحلوا معهم شهداء.

 

إبنه الوحيد

يقول نجله محمد في وصف والده الطيب الشهيد "كان طيباً وخدومًا ولا يغضب أحداً، والجميع لا يتحدث عنه إلا بالخير، وسمعته طيبة جداً، يعرفه الناس في المدينة وفي الجمعية بأنه أول المبادرين وآخر المنسحبين في مواجهة الخطر.

ويشير محمد إلى أن والده المسعف الشهيد كان قد تعرض سابقاً للاستهداف مع طواقم الهلال أكثر من مرة لكنه نجا، وفي إحدى المرات أصيب بالجروح والرضوض، وأيضاً سبق وأن أطلق الرصاص على مركبة الإسعاف، وأطلق عليها قنبلة غاز بينما كان بداخلها، كذلك تعرضت مركبة إسعاف ملاصقة للمركبة التي يتواجد بها للقصف فأصيب بالشظايا خلال الحرب الحالية.

 

قُتل غدراً

وأكد أن والده الشهيد كان يشعر دائما بالخطر على حياته، لكنه كان يعتقد أن شارة الهلال الأحمر المحمية دولياً ستوفر له بعض الحماية، إلا أن إسرائيل أخدتهم غدرا ودفنت جثامينهم بالتراب على حد تعبيره.

رحل مصطفى خفاجة رفقة 13 مسعفاً آخراً، من الهلال الأحمر الفلسطيني والدفاع المدني وموظف من الأمم المتحدة، أطلقت الرصاصات على أجسادهم، وتُركوا أسبوعاً في الرمال، ترفض إسرائيل محاولات الوصول إليهم إلى أن انتشلوا شهداء.