الرئيسية » قصص انسانية »
25 أيار 2025

المتطوع الشهيد رائد الشريف: المصور الذي صار الحَدث

لم تلقِ عائلة رائد الشريف، المتطوع في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في قطاع غزة، نظرة الوداع على ابنها الشهيد الذي أعدم رفقة سبعة من المسعفين في مجزرة تل السلطان في مدينة رفح في الثالث والعشرين من آذار الماضي.

رائد الذي تطوع في الجمعية لتوثيق تدخلات وتضحيات طواقمها المستهدفة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، يلتقط صوراً، ويرسلُ أخباراً، صار بين ليلة وضحاها، خبراً هز العالم، عندما أعدم ودفن في الرمال.

 

رائد إبراهيم خليل الشريف

وُلِد في اذار ١٩٩٩ في مدينة رفح، ويعتبر الأصغر بين أربعة إخوة، منذ صغره، كان شغفه بمساعدة الآخرين والتطوع والعمل الإنساني واضحًا، انضم إلى جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أثناء مسيرات العودة في عام ٢٠١٨، حيث تجسد حلمه بالجمع بين تقديم الدعم للمتضررين وتوثيق التدخلات الإنسانية.

كان رائد يعود إلى عائلته بعد يوم عمل شاق، يتحدث معهم عن صعوبة إنقاذ المواطنين خلال حرب الإبادة على قطاع غزة، وكيف يخاطر المسعفون بحياتهم في سبيل إنقاذ الآخرين، يروي لهم تجاربه في الميدان، ومدى الصعوبة التي يواجهونها، حيث يأتي أحيانًا بصور لحالات صعبة ويتفقدها حين يستريح بين عائلته في الإجازات.

 

تحديات النزوح

رغم تحذيرات والده من أن جيش الاحتلال لا يرحم أحدًا، سواء كان مسعفًا أو طبيبًا أو صحفيًا، كان رائد يرد قائلاً: "قد ما بنقدر بدنا نساعد الناس" لكن مواقفه الإنسانية كانت تتطلب منه أحيانًا التضحية، حيث كانت عائلته قد نزحت إلى مواصي خان يونس ثم عادت إلى ركام منزلها في مخيم الشابورة في رفح خلال فترات الهدنة، ثم نزحت مرة أخرى مع تصاعد الأحداث.

 

لروح أمي

يقول والده بحزن: "كان يحب عمل الخير، وكل شيء يقدمه كان يعدُه هدية عن روح والدته، التي توفيت، وكانت روحه معلقة بها".

قبل استشهاده، غاب رائد عن عائلته ثلاثة أيام، وعند علمه بوجود مسعفين محاصرين، شعر والده في أعماقه بأنه قد يكون من بينهم، اتصل به عدة مرات دون جدوى، كما اتصل بصديقه صالح معمر ولم يتلقَ أي رد.