الرئيسية » قصص انسانية »
06 أيار 2025

رفعت رضوان: الشاهد الشهيد

"كنت فخورا بابني حتى قبل انتشار الفيديو" كلمات قالها والد الشهيد رفعت رضوان، المسعف المتطوع في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني الذي أعدمته قوات الاحتلال الإسرائيلي مع زملائه المسعفين في تل السلطان في رفح.

ومن رفح فضح رضوان جريمة جيش الاحتلال الإسرائيلي، حين وثق بعدسة هاتفه المحمول، قيام الجنود بإطلاق النار على سيارات الإسعاف التي كانت تشعل أنوارها، وإعدامهم له ولزملائه حيث وجدت جثتهم بعد تسعة أيام مدفونة في الرمال.

كان لفيديو رضوان أثراً كبيراً في تفنيد ودحض رواية الاحتلال الكاذبة، والتي أدعت بأن سيارات الإسعاف كانت تسير بشكل مريب ولم تشعل أنوارها، ولم يكن هناك دليلاً على هويتها، رياح رفعت جاءت عكس نوايا سفن الاحتلال التي دفنتهم في الرمال.

 

رفعت أنور سليمان رضوان

أعزب، عمره ٢٣ عاماً، انضم لجمعية الهلال الأحمر عام ٢٠٢٢، وقد كان خريجاً جامعياً مجتهداً ومثابراً، يحب العمل في مجال الإسعاف والعمل التطوعي، ودوماً يفكر بالآخرين.

وأكد والده الذي روى مسيرته بفخر وحزن: رفعت كان يبكي طوال الليل على ما يشاهده من جرائم الاحتلال والضحايا والجرحى الذين يتعامل معهم، ولدى تعامله مع أي إصابة لسيدة أو فتاة قبل أن يحملها يقول لها "سامحيني انتي زي اختي".

 

الابتسامة الأخيرة

في الليلة الأخيرة قبل استشهاده وتحديداً عند الساعة الحادية عشر ليلاً اتصل بوالده وأبلغه بقدومه كي يبدل قميصه الغارق بالدماء، وبعدما رحل، أبلغ والده أمه بأن ابتسامة رفعت هذه الليلة فريدة من نوعها وغير مسبوقة، وفق ما رواه والده.

 

كشف الحقيقة

رفعت أخذ على عاتقه رعاية العائلة، وكان يساعد والده المريض بالكبد، بالرغم أن دخله الشهري لم يتجاوز 700 شيقل شهرياً، وكان يطمح بإكمال تعليمه وأن ينقل عائلته إلى وضع مستقر، وميسور الحال.

يقول والده "رفعت كان يرتدي ملابس الإسعاف حين استهدافه واستشهاده، وفي سيارة للإسعاف عليها إنارة ومع ذلك أعدمه الاحتلال.. أنا فخور بابني فهو متطوع وإنساني وسخره الله كي يكشف حقيقتهم".