المسعف الشهيد صالح معمر: لحق بأشقائه الثلاثة

في العام ٢٠١٤ ودع صالح معمر، المسعف في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في قطاع غزة ثلاثة من أشقائه شهداء بعد قصف إسرائيلي استهدفهم في العدوان الإسرائيلي الذي استمر خمسين يوماً.
كان صالح الشقيق الوفي يؤدي واجبه الإنساني، ويهتم بعائلته التي فقدت عددا كبيرا من أفرادها في جولات العدوان الإسرائيلي المتعددة على غزة، ودع أشقاءه حمزة وأنس ومحمد، قبل أن يلتحق بهم بعد أن أعدم برصاصات الاحتلال في مجزرة طواقم الإسعاف في تل السلطان برفح.
صالح محمود حسين معمر
وُلِد في ٢٧ كانون الأول في العام ١٩٨٣ في مدينة رفح، حيث ترعرع في كنف عائلته الكبيرة، متزوج من امرأتين، وله خمسة أبناء: ولدين وبنتين من زوجته الأولى، وابن وحيد من الزوجة الثانية، التي كانت زوجة شقيقه الشهيد محمد.
انطلق صالح في مسيرته الإنسانية كمتطوع في الهلال الأحمر في أواخر عام ٢٠٠٨، حيث أظهر شغفًا كبيرًا بمساعدة الآخرين، ولم يكن لديه عمل آخر، بينما تخرَّج من جامعة الأزهر بتخصص إدارة الأعمال، كانت طموحاته تتجاوز الدراسة الأكاديمية لتتجسد في تقديم الدعم والعلاج للمتضررين، حصل على دورات متخصصة في الإسعاف، ونال دبلوماً من معهد الاسعاف التابع للجمعية في خانيونس.
إصابة زوجته
في خيمة مؤقتة في خان يونس، واجه صالح مصاعب الحياة الشاقة، إذ تعرضت عائلته للقصف، ما أسفر عن إصابة والدته وزوجته إصابة بالغة في الظهر، أدت إلى شللها. تلك الحادثة لم تكن الوحيدة في حياة صالح، إذ أصيب برصاصتين في الصدر أثناء إحدى مهامه الإنسانية لنقل المصابين، ورغم ذلك عاد إلى العمل بعد تعافيه.
يقول شقيقه حسين: "كان صالح من السباقين للخير، ورجلًا إنسانيًا يساعد الكثيرين دون أي مقابل."
وأضاف أنه أسس فريقًا طبيًا خلال مسيرات العودة لتقديم العلاج للمصابين، مشيرا إلى أن فقدانه زاد أحزان وآلام العائلة برحيل اشقائه قبل ١١ عاماً وبإصابة زوجته بالشلل بعد قصف خيمتهم في خانيونس.