الرئيسية » قصص انسانية »
03 أيلول 2012

في الخليل: "101" تخترق الحصار

وسط الحصار المُحكم الذي تفرضه قوات الاحتلال الإسرائيلي على منطقة “H2” في مدينة الخليل، وفي أشد المناطق حصاراً، منطقة وادي الغروس، يقدم مركز الإسعاف والطوارئ والتابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني خدماته للمواطنين.


وهناك أكثر من سبعة آلاف مواطن فلسطيني، يعيشون وسط حصار مفروض عليهم، ويخضعون لأهواء جنود يرابطون على حواجز تفصلهم عن الجزء الآخر من مدينة الخليل، الخاضع للسيطرة الفلسطينية.


ويضطر أغلب المواطنين إلى ترك سياراتهم خلف هذه الحواجز، فيما كانوا يعتمدون على نقل الجرحى والمرضى عبر سيارات خصوصية، في ظل التأخير الذي كانت تتعرض له على الحواجز، والإعاقات المتكررة من قبل جنود الاحتلال.


وبعد مفاوضات دامت أكثر من عامين، عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، نجحت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني عام 2011، في فتح مركز إسعاف وطوارئ في هذه المنطقة، ليقدم خدماته الإسعافية والتوعوية للمواطنين.


ويقول د. حجازي أبو ميزر، مدير مركز الإسعاف والطوارئ في محافظة الخليل: "بفعل ممارسات الاحتلال قسمت المدينة إلى منطقتين، الأولى خضعت للسيطرة الفلسطينية، فيما سيطر الاحتلال على الثانية التي تشمل البلدة القديمة التي يقطنها نحو 40 ألف فلسطيني.


وفي ظل هذال الوضع يمنع الاحتلال دخول الفلسطينيين إلى المناطق المحاصرة، إلا بتنسيق مع السلطات الإسرائيلية، ومن ضمن ذلك دخول سيارات الإسعاف، وهو ما كان يقيد حركتها ويعيق وصولها لتأدية واجبها الإنساني في أغلب الحالات، وفق ما أضافه أبو ميزر.


وأشار إلى أنه عندما كان المريض يحتاج إلى سيارة إسعاف، فإن ذلك كان يعني تنسيقاً مع الجانب الإسرائيلي عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر كي نستطيع نقله إلى المستشفى، وهو ما يحتاج إلى وقت كان يستغرق قرابة النصف ساعة، ما دفع المواطنين للعزوف عن طلب سيارة إسعاف، والاتجاه للمستشفى سيراً على الأقدام عبر الحاجز، ومن ثم نقله بسيارة خاصة إلى المشفى.


وأكد أبو ميزر أنه بعد افتتاح مركز الإسعاف داخل المنطقة المحاصرة، أصبح عدد استدعاءات الإسعاف يرتفع بشكل ملحوظ، والخدمة أصبحت متوفرة للمواطنين بشكل أفضل، إذ قدمت إسعافات الجمعية الخدمة لنحو 400 حالة في العام 2011، ليزيد العدد في العام 2012 بنحو المئة حالة شهريا.


ولفت أبو ميزر إلى أنه إلى جانب تقديم خدمات الإسعاف، سواء كانت ميدانية، أو بالنقل إلى المشافي، تعقد الجمعية دورات إسعاف وطوارئ لأهالي المنطقة، لتعليمهم كيفية التصرف في حالة حدوث الإصابات، على كثرتها في منطقة تتعرض بشكل يومي لاعتداءات المستوطنين.


من ناحيته أشار ضابط الإسعاف رضوان الجعبري، إلى أن فترة الإعاقة على الحواجز الإسرائيلية كانت تصل إلى ثلاث ساعات أحياناً، عدا عن المضايقات المتكررة من المستوطنين، إلا أن المركز الآن منحنا قدرة وصول أسرع إلى الحالات، وتقديم الخدمات الإنسانية بشكل أكبر.


إن وجود سيارة الإسعاف الدائم ليلاً ونهاراً، وسط المواطنين المحاصرين في وداي الغروس، جعل أهلها أكثر اطمئناناً، وأكثر طلباً لخدمة الإسعاف والطوارئ من الجمعية، وهو ما يؤكده المواطن أحمد زلوم.


وأضاف أنه في الوقت الذي كانوا فيه في السابق يترددون في طلب سيارة الإسعاف نظراً لتأخر وصولها بسبب إعاقات الاحتلال، مما يضطرهم لنقل المريض سيرا عبر الحواجز، ومن ثم إلى سيارة ومن ثم إلى المشفى، باتوا الآن يعتمدون على إسعاف الهلال، نظراً لسرعة وصولها.


من ناحيته أشاد المواطن علي العسيلي، بدورات الإسعاف والطوارئ، التي تعقد في المركز الذي يتوسط الحي المحاصر، مشيراً إلى حاجة المواطنين الكبيرة لها، في الوقت الذي يتعرضون فيه للاعتداء ليل نهار من قبل المستوطنين.