ابتسامة على وجه مسنٍ محاصر

طولكرم
في أزقة مخيم طولكرم، حيث تحولت أحد الأحياء إلى ثكنة عسكرية إسرائيلية، كان الوصول إلى أحد المسنين المحاصرين بلا طعام لمدة خمسة أيام مهمة صعبةً وخطيرة، إلا أن طواقم جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني استطاعت الوصول إليه وإخلائه رغم الظروف الأمنية والظروف الجوية التي زادت الوضع صعوبةً، ورسم ابتسامة عريضة على وجهه المُنهك.
وتستذكر مديرة جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في طولكرم منال الحافي الواقعة بالقول: "بمخيم طولكرم كان يتواجد أحد المسنين في منزله دون وجود طعام معه لخمسة أيام، مضيفة أنه وخلال توجههم له لم يستطيعوا الوصول إليه بالسيارة حيث المنطقة المحيطة بمكان سكنه كانت عبارة عن ثكنات عسكرية".
وأشارت إلى أن الوضع كان مُخيفًا كون المكان في زقاق، مشيرة إلى أن أول شيء قاله عند وصولهم إليه أنه يريد تناول الطعام، مبينة أنه كان بوضع صعب وتم إخلائه من بيته لبيت أقاربه، مشددة على أن الجمعية تواجه باستمرار صعوبات ومن هذه الصعوبات التي تواجه وحدة إدارة مخاطر الكوارث هي نقل المسنين وإخراجهم من المخيمات.
ومع استمرار عدوان الاحتلال على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الرابع عشر على التوالي، تواصل جمعية الهلال الأحمر تقديم خدماتها الإسعافية والإغاثية رغم كافة العراقيل والصعوبات التي يضعها الاحتلال.
وتقول الحافي أنه ومنذ بداية الاجتياح وطواقم الهلال الأحمر على رأس عملها سواء كانوا في دائرة الإسعاف والطوارئ أو في إدارة الكوارث أو الصحة النفسية، مبينة أنهم يواجهون مشاكل أثناء توجههم للأهالي في طولكرم وذلك لصعوبة البنية التحتية الموجودة، إضافة للفترة الطويلة للحصول على تنسيق من أجل الدخول.
وأفادت أنهم توجهوا لأكثر من مرة لمخيم طولكرم من أجل إدخال المواد الغذائية بسبب المناشدات الكبيرة التي تصل لجمعية الهلال، حيث الناس بحاجة للكثير من المستلزمات منها " الأدوية، حليب وفوط للأطفال وأيضًا للمسنين"، مشيرة إلى بعض المشاكل التي واجهتهم حيث بعض الحارات تكون عبارة عن ثكنة عسكرية يُمنع الوصول إليها.
ولفتت إلى أن هناك من بقي في الحارات، ولكن وبسبب فقد الاتصال معهم لا يعلموا إن كانوا موجودين في هذه المناطق أو إن بقوا على قيد الحياة أو ما الذي حدث معهم، مشيرة إلى أن هذه فترة انقطاع طويلة، حيث منهم المرضى الذين يتعالجون من الأمراض المُزمنة وانقطعت عنهم الأدوية، وأيضًا المواد الغذائية الأساسية والماء والكهرباء.
وأكدت الحافي أن دور الجمعية لم يقتصر على المتواجدين في المخيم إنما أصبحت المناشدات تصل من النازحين الذين خرجوا من المخيم.
وأردفت بأن قوات الاحتلال اقتحمت مدخل مقر جمعية الهلال وطلبت من الطواقم الخروج منه، وهو الاعتداء الثاني الذي تتعرض له جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، مشيرة إلى أنهم أغلقوا الباب الرئيسي لجمعية الهلال ما تسبب بإعاقتهم في تقديم خدماتهم، إضافة لمنع الطواقم لساعات من العودة لأماكن عملهم.