الرئيسية » قصص انسانية »
25 تموز 2012

العيادة في “الصحراء”

علي عبيدات
كيلومترات طويلة في صحراء الضفة الغربية، تقطعها العيادة المتنقلة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، للوصول إلى محتاجي الخدمة وطالبيها في الأماكن المهمشة والمحرومة من الخدمات، نتيجة لظروف اعتيادية أو قصرية بفعل الاحتلال.


فمنذ منتصف شهر حزيران العام الماضي، وفي كل يوم خميس، ينطلق طاقم العيادة، المكون من طبيب وممرضة وسائق مؤهل، من مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، إلى الأغوار الشمالية، قاطعا عشرات الكيلومترات، وصولا إلى التجمعات البدوية المحرومة من الخدمات هناك.


من خربة إلى خربة، ومن تجمع إلى آخر، بضعة بيوتٍ هنا، وأخرى هناك، على امتداد الطريق الرئيس في الأغوار الشمالية، تتوقف العيادة في كل تجمع بدوي قرابة الساعة، وتقدم خدماتها الانسانيةمن فحوصات وطب عام، وتوزيع الأدوية على المحتاجين.


وتكمل طريقها إلى المضارب البدوية المنتشرة حول القرى، والتي تبعد نحو العشرين كيلو متراً عن أقرب مركز صحي.


وتشق العيادة طريقها وسط هذه المناطق المهمشة والمنكوبة، بفعل الاحتلال من جهة، وبفعل بُعدها عن مراكز الخدمات من جهة أخرى، بيوت من الخيش، وأخرى من الصفيح،المحرومة من العيادات و المراكز الخداماتية ، كل ما يملكه اصحاب هذه البيوت أنفسهم، وبضعة قطعان من المواشي.


أطفالٌُ ونساء، شباب وشياب، يجلسون على كراسي في خيمة انتظار ترافق العيادة أينما ذهبت، يتلقون الخدمات الطبية في العيادة المجهزة لعلاجهم وتقديم العون لهم في أماكن سكناهم، بعضهم يجري فحوصاً طبية، وآخراون يتلقون يتلقى المشورة، فيما يأخذ آخرون أدويتهم اللازمة ويعودون إلى بيوت الصفيح.


يقول د. أنور دويكات، مدير برنامج الرعاية الصحية الأولية في الجمعية: " بدأت الجمعية تقديم خدمة العيادة المتنقلة في منطقة الأغوار الشمالية بالضفة الغربية بناء على دراسة تحديد احتياج قامت بها الجمعية عبر وحدة إدارة الكوارث، التي بينت الحاجة الماسة لتقديم الخدمات الصحية للسكان الذين من الصعب وصولهم للعيادات خارج المنطقة بسبب الحصار المفروض عليهم من قبل الاحتلال "


وأضاف: "بدأنا بتقديم تقديم الخدمة منذ شهر حزيران 2011، حيث توفر الجمعية سيارة العيادة المتنقلة مع سائق وطبيب وممرضة تقدم خدماتها لعدة تجمعات سكنية في المنطقة في مدة يوم في كل اسبوع، وتشمل هذه الخدمات الطب العام وصرف الأدوية اللازمة مجانا"