الرئيسية » الأخبار »
23 آذار 2011

فلسطينيون من أجل الإنسانية .. على الحدود الليبية

(تونس، 22-03-2011): قطع جودت المحتسب من مدينة الخليل في جنوب الضفة الغربية، ووليد أبو الهيجاء من مدينة جنين في شمالها، عشرات الكيلومترات انطلاقا من فلسطين إلى الحدود التونسية الليبية، لتقديم المساعدة الإنسانية للاجئين والمشردين هناك.


ولم يتوانى المحتسب وأبو الهيجاء، المفعمة بلادهما بالجراح والكوارث، عن تلبية نداء الواجب الذي أطلقه الإتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، فانخرطا في فريق المياه والإصحاح الذي شكلته جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني التي يعملان فيها.

ومنذ الثاني عشر من الشهر الجاري، ينخرط الفلسطينيان، إلى جانب متطوعين ومتطوعات من جنسيات مختلفة، جمعهم الواجب الإنساني، في نّصب مخيم لاستقبال اللاجئين القادمين من ليبيا، بجوار المخيم القائم حاليا، والمعروف بمخيم الشاشي الملاصق لبلدة راس جدير الحدودية.


فلسطينيون، وسوريون، ومغربيون، إلى جانب عشرات الأجانب من دول أوروبية مختلفة، يلتقون يوميا في المخيم المُسمى "ترانزيت كامب"، كُل باختصاصه يجهزون ويحضرون، ويترقبون ما ستؤول إليه الأمور في مناطق ليست ببعيدة في العمق الليبي.


ويعمل وليد وزميله جودت على تولي وتجهيز الامور المتعلقة بتمديدات المياه، وتجهيز الخزانات، ومد شبكات الصرف الصحي، ليكون المخيم جاهزا وفق معايير التجهيز المعروفة بمعايير أسفير، لتوفر للاجئين إقامة آمنة.

وحول طبيعة ما يقومون به يقول أبو الهيجاء: "نعمل ضمن فريق الاتحاد الدولي، ضمن مجموعة المياه والإصحاح البيئي، ونشرف على تمديدات المياه، ونجهز الخزانات، ونتابع كل صغيرة وكبيرة في هذا المجال".


ويضيف: " نعمل في إطار فريق دولي مكون من نحو 50 متطوعا ومتطوعة جاءوا من جمعيات وطنية مختلفة للصليب الأحمر والهلال الأحمر، من أجل مد يد العون والمساعدة لمستحقيها على الحدود الليبية التونسية".


وعن فترة مهمتهما أشار إلى أن المهمة تستمر حتى الرابع من شهر نيسان المُقبل، وفور الإنتهاء من أعمال التجهيز، سينتقل وزميله المحتسب إلى فريق التثقيف الصحي، المتعلق بالسلامة الصحية، وطرق الوقاية من الأمراض في مجال المياه.


وهو ما أشار إليه زميله المحتسب بالقول: "مشاركة متميزة جدا، واختيارنا لهذا الفريق ولهذه المهمة، دليل واضح على السمعة الجيدة التي تتمتع فيها جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في مجال مواجهة الكوارث والأزمات".


وأضاف: "نستطيع ان نلمس الرضى والسعادة على وجوه زملائنا في الفريق من جنسيات مختلفة، وأنا سعيد جدا، وأنا ارسم البسمة على وجوه هؤلاء الناس الذين يحتاجون للمساعدة، وبخاصة أننا جئنا لنقدمها لهم من فلسطين".


وعن مشاركة أبو الهيجاء والمحتسب في فريق الاتحاد الدولي في هذه المهمة، قال د.يونس الخطيب، رئيس جمعية الهلال الأحمار الفلسطيني: " تأتي هذه المشاركة إنطلاقا من دور الجمعية الإنساني، والتي كان لها مشاركات سابقة في مواجهة الأزمات والكوارث في مناطق مختلفة من العالم، ككوسوفو، والجزائر ،واندونيسا".

وأضاف أن الجمعية بصدد إرسال فريق من الاختصاصيين النفسيين والاجتماعيين العاملين فيها، للتخفيف من الأعباء النفسية والاجتماعية للنازحين من ليبيا.

ولفت د.الخطيب إلى أن الجمعية أطلقت في السابع من الشهر الجاري حملة إغاثية لتقديم العون والمساعدة للمواطنين العرب والأجانب المتضررين من الأحداث التي تشهدها ليبيا، بهدف التخفيف من آثار التداعيات الإنسانية الناجمة عنها.


وأشار إلى أنها سيّرت، عبر الهلال الأحمر التونسي، قافلة تضامن إغاثية وإنسانية انطلقت من أمام السفارة الفلسطينية في تونس باتجاه الحدود التونسية، محملة بالمواد الغذائية، والمياه، وأدوات النظافة الشخصية والأغطية والفرشات، مساهمة منها في حل الأزمة الإنسانية الناجمة عن الأحداث في ليبيا.