الرئيسية » الأخبار »
12 تشرين الأول 2010

انتبه ... ضابِطُ إسعافٍ يطرقُ بابك الهلال الأحمر الفلسطيني تختتم حملة من باب لـ باب

البيرة- "كان كُل ما يوقع إبني وينجرح أحطله قهوة، وكُل ما ينحرق أركض على معجون الأسنان، حتى أجا الهلال الأحمر الفلسطيني وطرق بابنا، وأعطانا النشرات"، بهذه الكلمات عقبت أم رامي، من بلدة عتيل قضاء طولكرم، على حملة "من باب لباب" التي أطلقتها جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بمناسبة اليوم العالمي للإسعافات الأولية.


حال أم محمد لم يختلف عن حال جاراتها، وعدد كبير من ربات البيوت اللواتي استهدفتهن الحملة في بلدة عتيل، واللواتي تفاجأن بمسعفي ومتطوعي جمعية الهلال الأحمر يطرقون أبوابهن، ويوزعون عليهن النشرات.


من عزون وعتيل وجنين وعصيرة وسلفيت والجفتلك شمالا، مرورا بنعلين وأبوديس وبتير، وصولا إلى الظاهرية جنوبا، جابت طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني شوارع قرى وبلدات الضفة الغربية، من أجل التوعية في مجال الإسعافات الأولية، تحت شعار" الإسعافات الأولية من أجل الجميع".


ولم يختلف الحال في الضفة عنه في قطاع غزة، سيارات الإسعاف جابت الشوارع، والمتطوعون انتشروا في الازقة، يحملون كتيبات الإسعافات الأولية، التي أصدرتها دائرة الإسعاف والطوارئ في الجمعية وحملت عنوان: "أساسيات الإسعاف الأولي".


ولم تقتصر الحملة، التي انطلقت في العشرين من الشهر الماضي واستمرت لعشرين يوما، على توزيع الكتيبات في فعالية "من باب لباب"، بل كانت مُدعمةً بسلسلة من المحاضرات، التي شارك فيها المئات من ربات البيوت في المناطق المستهدفة.


وتخلل المحاضرات تعريف بالإسعافات الأولية، ومواضيع النزيف، والجروح، والكسور، والحروق، والتسمم، واللدغات، وضربة الشمس، وغيرها من المواضيع التي لم تتمكن ربات البيوت من الإطلاع عليها من قبل.


وتزينت شوارع المناطق المستهدفة باليافطات والملصقات، التي حثت المواطنين على التزود بمعرفة الإسعافات الأولية، والإطلاع على الطرق الصحيحة والصحية للتعامل مع الحوادث والإصابات والإبتعاد عن الممارسات الخاطئة.


العديد من ربات البيوت المشاركات، تفاجأن بعدد من الممارسات الخاطئة في التعامل مع الإصابات التي تحدث في منازلهن، القهوة على الجروح، ومعجون الأسنان على الحروق، ورفع الرأس عند حدوث النزيف من الأنف وغيرها.


تقول أم رامي (57 عاما) وهي مسؤولة لجنة المرأة في البلدة: "استفدنا كثيرا من الحملة، والمحاضرة كانت ممتازة جدا، والمعلومات التي يحتويها الكتيب قيمة جدا، ما كنت أعرف كثير شغلات عن الإسعافات الأولية".

وأضافت جارتها مريم حافظ (45عاما)، "لازم الكل يعرف عن الاسعافات الأولية، وأهم إشي ربات البيوت، لأنهن معرضات في كل لحظه لحادث، وهن المسؤولات عن البيت، وعن ولادهن وعن أزواجهن".


وأشارت إلى أنها كانت تجهل الكثير من الأمور، كالتعامل مع حالات الرعاف والنزيف والحروق، مثمنة دور جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في إثراء معلوماتها وزميلاتها، وعلى اختيار ربات البيوت تحديدا.

اختيار ربات البيوت من أجل استهدافهن في الحملة، جاء انطلاقا من إيمان الجمعية المطلق بدورهن في نشر الوعي والثقافة، في شتى المجالات، ولأنهن يكن دائما عرضةً للتعامل مع الكثير من الحوادث التي يتطلب فيها استخدام الإسعافات الأولية.


وقال د. محمد عوادة، مدير دائرة الإسعاف والطوارئ في الجمعية: "ربات البيوت لهن دور كبير في نشر الوعي والثقافة في المجتمع الفلسطيني، ولهن الأثر الكبير على حياة أبنائهن وأزواجهن، ويتعاملن مع مختلف الأمور والقضايا يوميا".


وأضاف: "هناك العديد من الممارسات الخاطئة التي ترتكب عند الحوادث، في المنازل والشوارع وفي كل مكان، التصرف الخاطئ قد يضاعف الإصابة دون أن نعلم، لذلك يجب أن يكون لدى الجميع وعي كامل في مجال الإسعافات الأولية".


عشرات المتطوعين الذين شاركوا في الحملة، في الضفة وقطاع غزة، أبدوا سعادتهم الكبيرة لمشاركتهم في توعية المجتمع في مجال الإسعافات الأولية.


وتقول المتطوعة صابرين الخزامي، التي شاركت وعشرة من زملائها وزميلاتها في تنفيذ الحملة في جنين: "بعض الناس كان يتفاجأ من وجود المتطوعين والمسعفين في الشوارع، وكانوا يخشون من حدوث أمر سيء، ما يدفعهم للاهتمام ومحاولة الاستفسار، ما أكسب الحملة زخما أكبر".


وأضافت: "بعض المسنات من ربات البيوت، كنّ يتفاجأن كثيرا عندما نطرق أبوابهن، ويرددن كلمات "يا ساتر يا رب" و"اللهم أجعله خير"، لكن سرعان ما كنا نشرح لهن الأمر، فيبتسمن ويثمن الخطوة كثيرا جدا، ويأتين للمشاركة في المحاضرة.


من جانبه أشار المتطوع سعدات عميرة، الذي شارك في الحملة في منطقة نعلين: "هذه الفعالية من أكثر الفعاليات التطوعية القيمة التي أشارك فيها، وأستطيع أن ألمس الإنجاز والقيمة لهذا العمل على وجوه الناس".


وأضاف: "هناك الكثير من ربات البيوت كن يجهلن كيف يتعاملن مع الإصابة، وهناك الكثير من الأمور التي كنت أجهلها شخصيا"، معبرا عن سعادته الكبيرة لحجم الاستفادة الكبير على الصعيدين الشخصي والمجتمعي.


وهو ما أشارت إليه زميلته آلاء الخواجا، التي كانت ترافقه في دق أبواب ذويها في منطقة نعلين، بالقول: " تشجعت كثيرا للمشاركة في حملة "من باب لباب"، واندفعت كثيرا اطرق المنازل وأوزع النشرات، وأشجع النسوة على المشاركة في المحاضرات".


وأَضافت: " ما زاد من إصراري على المشاركة في الحملة، هي استهدافها لربات البيوت، لأنهن الاكثر حاجة للمعرفة في مجال التعامل مع الإصابات، الآن استطيع أن أجزم أن أمي باتت مسعفة جيدة في المنزل".


قرابة الخمسمائة إمرأة استفدن من المحاضرات في مجال الإسعاف الاولي، ومئات أخريات طرق المسعفون والمتطوعون أبوابهن، على مدار العشرين يوما الماضية، بتن الآن أكثر دراية ومعرفة بشؤون الإسعافات الاولية.