اختتمت الجمعية، بتاريخ 2009.10.27، أعمال اجتماع الشراكة السنوي الخامس، في مقرها العام بمدينة البيرة بالضفة الغربية، شارك فيه ممثلون عن 20 مؤسسة دولية، ممن بينهم ممثلون عن جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، ومندوبون عن الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، والقائم بأعمال محافظ رام الله والبيرة د. ليلى غنام، ومندوبون عن المؤسسات المحلية والدولية.
في كلمته الترحيبية، تحدث رئيس جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، د. يونس الخطيب، عن الوضع الصعب الذي يعيشه الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال، خصوصا في قطاع غزة، الذي يعاني من الحصار الظالم الذي فرض عليه قبل وبعد العدوان الأخير.
وتطرق إلى الصعوبات والتحديات التي تواجه عمل الجمعية الإنساني، لافتا إلى تطلعات الجمعية لتعاون الممولين والشركاء في دعم وتعزيز عمل الجمعية وخدماتها.
وأكد د. الخطيب على أن جمعية الهلال الأحمر هي جزء من الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، مشيرا إلى أن الاجتماع يعقد هذا العام تزامنا مع الاحتفال بمرور 150 عاماً على تأسيس الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، و40 عاما على تأسيس الجمعية، مشيرا إلى أن الجمعية أقامت احتفالاتها بهاتين المناسبتين في بلدة بلعين، لأنها تختزل معاناة الشعب الفلسطيني، كونها محاذية لجدار الفصل.
وأشار د. الخطيب إلى أهمية دور الشراكة في تطوير عمل الجمعية، وركز على الدور المعنوي الكبير لهذه الشراكة في تعزيز عمل الجمعية، وبالتالي دعم تقديم الخدمات بشكل أفضل للمواطن الفلسطيني في الوطن والشتات.
واستعرض مفاصل من استراتيجية الجمعية وخططها المستقبلية، وتحضيراتها لمواجهة الكوارث المحتملة، متطرقا إلى البرامج التي تنفذها الجمعية في مجال بناء القدرات، وتعزيز خبرات الكوادر العاملة في المجال الإنساني.
وتحدث د. الخطيب عن التداعيات الصحية والإنسانية للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والآثار الناجمة عن هذا العدوان، وتدخلات الجمعية وشركائها خلاله وبعده، وخطط الجمعية لإعادة إعمار منشآتها ومرافقها التي تضررت بفعل هذا العدوان.
من جانبه أثنى بيير فيتا، رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، على جهود جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، للحد من معاناة الشعب الفلسطيني، شاكرا الجمعية على دعوة اللجنة الدولية للمشاركة في هذا الاجتماع، ومؤكدا على أن جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني تعتبر من أبرز وأهم الشركاء في الحركة الدولية.
وأشار إلى تدخلات اللجنة الدولية والجمعية، خلال العدوان الأخير على قطاع غزة، والتعاون على أرض الميدان، لافتا إلى الاحتياجات الطارئة والضرورية للقطاعين الصحي والإنساني في القطاع، ومؤكدا على ضرورة تعزيز الشراكة مع الجمعية، مع الأخذ بعين الاعتبار الدروس المستفادة من العدوان الأخير.
وقال فيتا "إن اللجنة الدولية ستعمل على تشجيع الجمعيات الوطنية للصليب الأحمر والهلال الأحمر في العالم، لدعم وتعزيز التعاون مع جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، لتقديم خدماتها بالطريقة الفضلى".
بدوره أكد مارتن فيلير، القائم بأعمال مسؤول منطقة الشرق الأوسط في الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر، على حاجة الجمعية لكل الدعم والتأييد، وبخاصة في ظل الظروف الصعبة التي تواجهها في الميدان.
من ناحيتها، أعربت ليلى غنام، القائم بأعمال محافظ رام الله والبيرة، عن سعادتها الكبيرة لمشاركتها في هذا الإجتماع، شاكرةً شركاء الجمعية على الاستمرار في دعمها والوقوف بجانبها، متمنيةً استمرار هذه الشراكة.
وأثنت على خدمات وبرامج الجمعية، معبرةً عن فخرها والشعب الفلسطيني بالدور الإنساني والاجتماعي الكبير للجمعية، لافتة ًًإلى الجهد الكبير الذي بذلته خلال العدوان الأخير على غزة.
وبعد جلسة الافتتاح، عرضت ليلى دعيبس، مديرة التخطيط في الجمعية، استراتيجية الجمعية، والقيم الإنسانية التي يقوم عليها عملها، واستعرضت خطط وبرامج الجمعية خلال العام الجاري، فيما قدم د.وائل قعدان، مدير الصحة في الجمعية، عرضا لبرامج الجمعية خلال الأشهر الماضية.
وعقدت جلسة نقاش حول التدخلات المجتمعية للجمعية، ترأسها مارتن فولر، نائب مدير منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا في الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر، تحدث فيها كل من د. أنور دويكات ،مدير دائرة الرعاية الصحية الأولية في الجمعية، وممثل الصليب الأحمر الإسباني، روبين ريفلاس.
وفي جلسة النقاش الثانية، التي ترأسها د. صبري صيدم، مستشار الرئيس محمود عباس لشؤون الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ناقش المجتمعون، إدارة مواجهة الكوارث، تحدث خلالها د. خليل أبو الفول، مدير وحدة الكوارث التابعة للجمعية في قطاع غزة، عن تجربة الجمعية خلال العدوان الأخير على قطاع غزة، وشارك في النقاش ممثلون عن الصليبين البريطاني والألماني.
وافتتحت أعمال اليوم الثاني للمؤتمر، بتقديم عرض موجز لآثار العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، قدمه د. خالد جودة، عضو المكتب التنفيذي للجمعية ومديرها في قطاع غزة، حيث استعرض أبرز الاثار التي خلفها العدوان الإخير، وبخاصة على الجمعية، وما تعرضت له منشآتها من تدمير، وبخاصة مستشفى القدس.
ومن ثم توصلت أعمال المؤتمر، بعرض التقييم الأولي لتدخلات الجمعية وشركائها، خلال وبعد العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، قدمه توماس جرتينر، رئيس فريق التقييم الخارجي، حيث قدم العديد من التوصيات والنتائج والعبر الأولية، التي يمكن الخروج بها من هذه التجربة.
وفي الجلسة الثالثة من أعمال اليوم الثاني، ناقش المجتمعون أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وأبرز الصعوبات التي تواجههم، والمعاناة التي يعيشون في ظلها، وقدمت خالدة السيفي، مديرة دائرة التطوير في الجمعية، عرضا عن تدخلات الجمعية في المخيمات الفلسطينية هناك.
ومن جانبها أشارت وزيرة الشؤون الاجتماعية، ماجدة المصري، إلى أنها كانت شاهدة حيه على الجهود الكبيرة التي بذلتها جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في لبنان، والضفة الغربية، وقطاع غزة، وإلى المسؤوليات الكبيرة الملقاة على عاتقها، نظرا للظروف الصعبة التي يمر بها شعبنا الفلسطيني.
وأضافت أن الوزارة تعمل مع الجمعية بشكل متواصل، لمحاولة تحسين الوضع الاجتماعي للمواطنين، وبخاصة في مجال مساعدة الأشخاص ذوي الإعاقة، مثمنةً تواصل الجمعية مع شركائها، ومطالبة بتقديم مزيد من الدعم للجمعية.
وبدوره تطرق السيد بير شتينباك، المراقب الدولي، إلى الظروف الصعبة التي تعمل الجمعية في ظلها في الأرض المحتلة، مشيرا إلى صعوبة التنقل بسيارات الإسعاف، وصعوبة الوصول لتقديم الخدمة لمحتاجيها، في الضفة الغربية، وقطاع غزة، وفي القدس الشرقية.
واختتم د. يونس الخطيب، أعمال المؤتمر، بالحديث عن ضرورة تعزيز التعاون والتواصل بين الجمعية وشركائها، مستعرضا بداية فكرة عقد هذا الاجتماع قبل خمس سنوات، مؤكدا في الوقت نفسه على أن الجمعية وشركائها عائلة واحدة لخدمة الإنسانية.
يذكر أن اجتماع الشراكة، الذي تعقده الجمعية سنويا، يهدف إلى تعزيز التواصل مع شركائها في الوطن والخارج، ويناقش العديد من المواضيع الإنسانية والصحية والإغاثية.