اعتدى جنود الاحتلال الإسرائيلي على طواقم الإسعاف التابعة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني المتواجدة بالقرب من المسجد الأقصى المبارك، أثناء محاولتهم الدخول إلى باحات المسجد لنقل المصابين الذين سقطوا بنيران قوات الإحتلال، خلال المواجهات التي إندلعت صباح اليوم (2009.09.27)، إثر دخول مجموعة من المستوطنين إلى باحات المسجد.
وأعاق جنود الإحتلال بالقوة طواقم المتطوعين العاملين في الجمعية، ومنعوهم من الدخول إلى باحات الأقصى. لكن إصرار المتطوعين على الدخول أدى إلى نجاحهم في نقل 12 إصابة من بينها إصابة واحدة خطيرة في العين، نقلت إلى مستشفى العيون في القدس، كما تمكنوا من تقديم الإسعافات الأولية الميدانية لست إصابات أخرى.
إن جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني تدين هذه الممارسات المخالفة للقانون الدولي الإنساني، ولمذكرة التفاهم التي أبرمتها الجمعية مع نجمة داوود الحمراء، والتي أقر بموجبها الولاية الجغرافية لعمل الجمعية وهي كافة الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية. وتؤكد الجمعية أن من واجبها تقديم المساعدة لشعبنا أينما طلبت، وأن على سلطات الإحتلال عدم إعاقة طواقمها أو الإعتداء عليها.
وتعد هذه الممارسات خرقا واضحا لاتفاقية جنيف الرابعة المنطبقة قانوناً على الأراضي الفلسطينية المحتلة، خصوصاً للمادة رقم 20 من الاتفاقية، التي تضمن حماية واحترام الموظفين المختصين بالبحث عن المرضى والجرحى المدنيين وجمعهم ونقلهم ومعالجتهم. والمادة رقم 63 التي تؤكد على وجوب تمكين الجمعيات الوطنية للصليب الأحمر والهلال الأحمر من مباشرة أنشطتها الإنسانية في ظل التدابير المؤقتة والاستثنائية التي تفرضها الاعتبارات القهرية لأمن دولة الاحتلال.
وأكّد البروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف في مواده رقم 12 و15 و16 على وجوب احترام وحماية الوحدات الطبية في كل وقت، وألا تكون هدفا لأي هجوم، والسماح لها بالوصول إلى أي مكان لا يستغنى عن خدماتها فيه دون أي عائق.