عقدت اللجنة الطارئة لتنسيق المساعدات إلى قطاع غزة بتاريخ 17/1/2009، اجتماعها الأول في القاهرة، بمشاركة رئيس الهلال الأحمر المصري السيدة سوزان مبارك، ووزير الصحة والسكان المصري د. حاتم الجبلي، ووزير التنمية المحلية المصري، د. عبد السلام المحجوب، ورئيس جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني د. يونس الخطيب.
واثمر الاجتماع، الذي شارك فيه أيضاً ممثلو منظمات الأمم المتحدة المعنية بالمعونات الإنسانية، وهي "اليونيسيف" و"الأونروا" وصندوق الأمم المتحدة للسكان ومنظمة الصحة العالمية، وبرنامج الغذاء العالمي، ومكتب تنسيق المساعدات، وممثلون عن اللجنة الدولية للصليب الأحمر بجنيف والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، تنسيقا للجهود بين كل الجهات المعنية، ووضع خطة عمل سريعة لتوصيل المعونات والضغط على إسرائيل لتنفيذ ذلك.
وطالبت السيدة سوزان مبارك المجتمع الدولي، وخصوصاً المؤسسات الإنسانية والقانونية التدخل القوي بكل السبل لتحقيق الوقف الفوري لإطلاق النار، وأعمال العنف في غزة، والالتزام واحترام كل الاتفاقيات والقوانين والمعاهدات الإنسانية، وتوفير ممرات آمنة لوصول المساعدات الإنسانية والإغاثية بصفة مستمرة للفلسطينيين في غزة.
وأعربت عن أسفها لأنه على الرغم من كل النداءات الإنسانية والقانونية، فقد تفاقمت أعمال العنف الإسرائيلية، واستهدف القصف مستشفى القدس، التابع للهلال الأحمر الفلسطيني، ومراكزه ومخازنه، ومباني وأفراد منظمات الأمم المتحدة الإنسانية، "وهو أمر مرفوض تماما لأنها مناطق محمية طبقا للقانون الدولي الإنساني والاتفاقيات الدولية".
وأدانت السيدة مبارك، بصفتها رئيس الهلال الاحمر المصري، انتهاكات القانون الدولي الإنساني، واتفاقيات جنيف، والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وكل المبادئ والقيم الإنسانية، مشددة على ضرورة تمكين المؤسسات الإنسانية، وبخاصة الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، ووكالات الأمم المتحدة المختصة، من أداء دورها الإنساني، واتخاذ الخطوات اللازمة لمحاسبة المسؤولين عن انتهاكات القانون الدولي الإنساني أمام الهيئات الدولية المعنية، مع ضرورة الالتزام المشترك والعمل لوضع نهاية للاعتداءات، وضرورة احترام القانون الدولي الإنساني.
وفي مؤتمر صحفي عقدته عقب الاجتماع قالت السيدة مبارك: "إننا نتألم للمأساة غير المسبوقة التي تعيشها غزة ونناشد الضمير الإنساني العالمي لوقف هذا العدوان والكارثة الإنسانية، ونحن نشاهد الاحداث والاطفال يموتون بوحشية، ونجد صعوبة حتى في توصيل المعونات، ولا يوجد احترام لشارة الهلال والصليب الأحمر".
وأشارت إلى الاستجابة السريعة للدعوة التي اطلقتها يوم 10 كانون الثاني (يناير) الجاري لاجتماع عاجل لمنظمات الأمم المتحدة والحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، حيث حضروا إلى القاهرة خلال 48 ساعة من الدعوة وأبدوا استعدادهم لتقديم كل المساعدات الممكنة لأهالي قطاع غزة.
وأوضحت السيدة مبارك أن الاجتماع هدف إلى وضع خطة عمل في المرحلة المقبلة بعد ايقاف اطلاق النار، وتم تشكيل مجموعات عمل في المجالات المختلفة من صحة وتغذية وتأهيل نفسي للاطفال.
وأشارت إلى أن وزارة الصحة المصرية وضعت مستشفياتها في وضع استعداد لاستقبال مزيد من الجرحى والمصابين. كما سيتم دعم المستشفيات الموجودة قي قطاع غزة للقيام بدورها.
ووجهت السيدة سوزان مبارك كلمة للشعب الفلسطيني أكدت فيها أن مصر تبذل كل الجهود، من الناحية السياسية والإنسانية، لمواجهة هذه الكارثة غير المسبوقة، وأعربت عن أملها في أن يعم السلام المنطقة والعالم في القريب العاجل.
وعرض رئيس جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، يونس الخطيب، الاوضاع المأساوية للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وبخاصة الاعتداءات الأخيرة على مقر الهلال الأحمر الفلسطيني، ومستشفى القدس التابع له، ومقر الأمم المتحدة بغزة، وإصابة العديد من المرضى والجرحى والعاملين، ما يمثل انتهاكا صريحا للقانون الدولي الإنساني والاتفاقيات الدولية.
ومن جانبها استعرضت الدكتورة مؤمنة كامل، عضو مجلس إدارة الهلال الأحمر المصري، نتائج زيارتها مع ممثلي الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، إلى العريش ورفح، والتنسيق الذي تم مع المحافظة والجهات المختصة، فيما يتعلق بتسلم وتجهيز ونقل المعونات إلى قطاع غزة.
وبدوره قدم الدكتور حاتم الجبلي، وزير الصحة المصري، تقريراً عن نشاط الوزارة، واتاحة الفرصة لدخول سيارات الإسعاف إلى غزة لنقل المزيد من الجرحى إلى مصر، ودور الوزارة في توفير الخدمات الصحية.
واستعرض ممثلو المؤسسات الإنسانية المشاركة في الاجتماع الدور المنوط لها، وما قامت به من أعمال وخططها المستقبلية. كما قدم ممثلو الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر واللجنة الدولية للصليب الأحمر نتائج الاجتماعات التنسيقية لهم مع الهلال الأحمر المصري، والهلال الأحمر الفلسطيني، ووضع خطة للطوارئ مع الهلال المصري لمواجهة احتمالات تطور الأوضاع.