لليوم السابع عشر على عدوان الإحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، واصلت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني زج كامل طاقاتها البشرية والمادية في قطاع غزة المحتل للتعامل مع التداعيات الصحية والإنسانية للإعتداءات.
وقام رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، جاكوب كالنبيرجر، اليوم، بزيارة إلى مستشفى الشفاء في غزة، وإطلع عن كثب على الأوضاع الإنسانية. كما زار مستشفى القدس، التابع للجمعية في غزة، وقام حيث أطلعة المسؤولون فيها على الوضع الإنساني بشكل عام، والتحديات التي يواجهها الهلال الأحمر الفلسطيني جراء العدوان الإسرائيلي بشكل خاص.
وأكد فريق طبي جراحي، تابع للجنة الدولية للصليب الأحمر، في مستشفى الشفاء، إرتفاع عدد الإصابات في صفوف الأطفال، التي تصل إلى غرفة الطوارئ. وتعرب الجمعية عن بالغ قلقها جراء المعاناة الإنسانية التي يعيشها المدنيون في قطاع غزة، خصوصا الأطفال والنساء والشيوخ وذوي الإحتياجات الخاصة منهم، نتيجة العدوان الإسرائيلي المتواصل.
يقول رباح جبر، مدير دائرة التأهيل في الجمعية: " نظرا للعدد الكبير من الجرحى الذي تجاوز حتى الآن ال 4000 جريح فإننا نتوقع أن تصبح أعداد منهم أشخاصا ذوي إعاقة جسدية، بسبب فقدان العديد منهم أطرافهم العليا أو السفلى، وكذلك إصابة البعض بالشلل الناجم عن إصابات العمود الفقري، عدا عن الإعاقات السمعية، بسبب التعرض لأصوات القذائف والإنفجارات القوية، ومشكلات اللغة واضطرابات الكلام الناتجة عن الصدمات والتوترات النفسية... وهذا يتطلب إعادة تأهيل طويلة الأمد من النواحي الطبية، والوظيفية، والنفس اجتماعية".
إن حالة الضحايا في المناطق المتضررة تزداد خطورة يوماً بعد يوم. وخدمات الإسعاف والطوارئ التابعة للجمعية تتلقى عشرات المكالمات يومياً من قبل أناس عالقين في المناطق المنكوبة يطلبون النجدة لهم وللضحايا في تلك الأماكن. ولا تتمكن أي من سيارات الإسعاف والطواقم الطبية الوصول إليهم.
وتدين الجمعية إستمرار إستهداف الطواقم الطبية ومنعهم من الوصول إلى الضحايا في كثير من المناطق المنكوبة، ما أدى إلى تفاقم معاناة الجرحى والمرضى، ووفاة عدد منهم. وبالأمس إستشهد مسعفاً وأصيب آخر، من الخدمات الطبية العسكرية في جباليا بعد تعرضهم للقصف الإسرائيلي. وأفادت مصادر في وزارة الصحة أن القوات الإسرائيلية قصفت مستشفى محمد الدرة ، ما أدى إلى إلحاق أضرار
مادية بالمستشفى، ولحسن الحظ لم تقع إصابات في صفوف الطواقم الطبية أو المرضى داخل المستشفى. وفي حادث آخر قصفت قوات الإحتلال الإسرائيلي عيادة تابعة لمجلس كنائس الشرق الأدنى، ما أدى إلى تدميرها بالكامل.
وبالأمس، كذلك أطلقت قوات الإحتلال المتمركزة في منطقة الزيتون قنبلة صوت على طاقم إسعاف وطوارئ، تابع للجمعية، أثناء محاولته الدخول إلى منطقة الزيتون، لنقل بعض الجرحى والشهداء، ولم يتمكن الطاقم من الدخول رغم وجود تنسيق من قبل اللجنة الدولية للصليب الأحمر. وفي وقت لاحق من يوم أمس عاد الطاقم إلى المنطقة مرة ثانية ودخل إلى جزء من المنطقة، التي حددها الجيش الإسرائيلي، ونقل جريحان وشهيدان إلى المستشفى.
وفي حادث آخر أطلق جنود الإحتلال النار بإتجاه سيارة إسعاف تابعة للجمعية أثناء محاولتها الدخول إلى منطقة حجر الديك، ولم تقع إصابات أو أضرار، لكن الطاقم لم يتمكن من الدخول وعاد أدراجه إلى مركز الإسعاف.
ومن أصل ستة محاولات تنسيق للدخول إلى بعض المناطق المنكوبة، نجحت طواقم الجمعية أمس بالدخول إلى منطقة التفاح ونقلت جثة شهيد وجريح. بالإضافة إلى نجاحها في الدخول إلى منطقة الشيخ عجلين لنقل إمرأة في حالة المخاض.
وبدأت الجثث بالتحلل، في عدة مناطق منكوبة، الأمر الذي ينذر بحدوث كارثة صحية وبيئية في القطاع، وبقي العديد من الجرحى بدون رعاية طبية وغذاء، منذ عدة أيام، وإذا لم تصلهم الطواقم الطبية في أسرع وقت فإن حياتهم سيتهددها الخطر، هذا إذا بقوا على الحياة أصلاً.
الضحايا:
تعرب الجمعية عن بالغ قلقها جراء تصاعد عمليات القصف الجوية والبرية والبحرية، ، وما إنطوت عليه من هجمات عشوائية ومباشرة طالت المدنيين وممتلكاتهم، والطواقم الطبية، وقوافل المساعدات التابعة للمنظمات الدولية، وأماكن الإيواء التابعة للأنروا، والصحفيين، الأمر الذي جعل الغالبية الساحقة من الضحايا في صفوف المدنيين. وعلاوة على ذلك، أدى النقص في المواد الطبية والإغاثة إلى تفاقم الوضع الإنساني للسكان.
الجدول التالي يبين حصيلة الشهداء والجرحى، منذ بداية العمليات العسكرية الإسرائيلية:
رجال وشيوخ | نساء | أطفال | مجموع عدد الشهداء |
551 | 113 | 256 | 920 |
مجموع عدد الجرحى | |||
2250 | 600 | 1500 | 4350 |
ملاحظة: ما زالت هذه الأرقام عرضة للإرتفاع بسبب عدم تمكن الطواقم الطبية من الوصول إلى عدد من الضحايا في بعض الأماكن المنكوبة.
والجدول التالي يبين حصيلة الشهداء والجرحى، الذين نقلوا بسيارات الإسعاف التابعة للجمعية، منذ بداية العمليات العسكرية الإسرائيلية:
عدد الشهداء | عدد الجرحى |
604 | 2172 |
وخلال ال 24 ساعة الماضية هرعت طواقم وسيارات الإسعاف، التابعة للجمعية، إلى عشرات المواقع التي طالها القصف الإسرائيلي. ووفقا لسجلات الجمعية، نقلت سيارات الإسعاف التابعة لها، خلال ال 24 ساعة الماضية، 33 شهيداً، و172 جريحاً، ًمن بينهم اطفال و نساء وشيوخ.
أوضاع المستشفيات:
تعمل جميع مستشفيات قطاع غزة، جزئيا، على المولدات الكهربائية الاحتياطية. ووفقاً لمصادر اللجنة الدولية للصليب الأحمر فإن معظم المستشفيات في قطاع غزة، تشغل المولدات الكهربائية على مدى 24 ساعة، لبقاء عمل الأجهزة الطبية، والحفاظ على أرواح الجرحى والمرضى. وحسب تلك المصادر فإن الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية في مستشفى الشفاء يتناقص، الأمر الذي يعرض 470 شخصاً للخطر، بمن فيهم 60 شخصاً يمكثون في وحدة العناية المركزة.
وتعاني المستشفيات والمراكز الطبية في قطاع غزة من نقص حاد في الإمدادات الطبية، بسبب الحصار الذي تفرضه سلطات الإحتلال الإسرائيلي، ما أثر على جاهزيتها في إستقبال العدد الكبير من الضحايا الذين يسقطون كل ساعة. وتعاني المستشفيات وغرف العمليات من الإكتظاظ الشديد، ونفاذ الأدوية والمستلزمات الطبية الأساسية. وبالإضافة إلى ذلك، تعاني تلك المستشفيات والمرافق الطبية من نقص في الطواقم الطبية، ما أثر وسيؤثر على قدرتها على الاستجابة، في حال وقوع عدد كبير من الإصابات، وفي فترة زمنية قصيرة.
تدخل جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني:
تفيد سجلات الجمعية أنه ومنذ بداية العملية العسكرية، نقلت سيارات الإسعاف التابعة لها نحو 604 شهداء، و172 جريحاً.
وقامت الجمعية يوم أمس بتوزيع 280 رزمة مياه للإستهلاك المنزلي و204 زجاجة مياه للشرب، على مستشفيات القدس، والشفاء، والوئام، وأصدقاء المريض، والعودة، والوفاء.
وقامت بمساعدة 32 أسرة، تضم 112 شخصاً، فروا من أماكن سكناهم طلباً للحماية بسبب القصف الإسرائيلي العنيف.
وقامت ثلاث سيارات إسعاف تابعة للجمعية بنقل عدد من الجرحى من مستشفيات القطاع إلى معبر رفح، ومن هناك إلى مستشفيات جمهورية مصر العربية، ودول عربية أخرى. وحسب مصادر وزارة الصحة الفلسطينية، فقد تم نقل 42 مصاباً فلسطينياً إلى معبر رفح، من بينهم ستة مصابين أرسلوا إلى المستشفيات السعودية، و 32 مصاباً إلى المستشفيات المصرية.
ومنذ بداية الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، جندت الجمعية 200 متطوع، و 120 مسعفاً، و60 طبيباً لتقديم الرعاية الطبية الطارئة للمواطنين.
تحديات تواجه عمل الجمعية:
ما يزال مركز الإسعاف والطوارئ التابع للجمعية في جباليا مخلى، لليوم الحادي عشر، لقربه من مسرح العمليات العسكرية.
وفي صباح اليوم تعطل عمل مركز الإسعاف والطوارئ، التابع للجمعية، جراء العملية العسكرية الإسرائيلية التي وقعت بالقرب من المنطقة.
وتواجه الجمعية صعوبة في الوصول إلى الضحايا في عدة مواقع منكوبة، في القطاع، بالرغم من جهود التنسيق التي تبذلها الجمعية مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، للسماح للطواقم الطبية والإسعافية وسيارات الإسعاف بالدخول إلى تلك المناطق.
وتواجه الجمعية مشكلة في شبكات الإتصال، خاصة في منطقة الشمال، وتعطلت الاستجابة للخط 101 في منطقة تل الهوى، في مدينة غزة، و إضطرت الجمعية إلى إستحداث خط بديل. ودعت الجمعية المواطنين للاتصال بغرفة عمليات الجمعية ومستشفى القدس التابع لها في حالة وجود حالة طارئة.
الإحتاجات الطارئة:
إن جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في قطاع غزة بحاجة إلى معدات جراحية وطبية، وأدوية ومساعدات إنسانية ومواد إغاثية، وغذاء ، ومياه ، ووقود وغيرها... لمزيد من المعلومات عن الاحتياجات العاجلة للجمعية الرجاء مراجعة النداء العاجل الخاص بقطاع غزة لعام 2009 على العنوان التالية:
http://www.palestinercs.org/Reports/PRCSPreliminaryEmergencyAppeal2009GazaStrip.pdf
كيف يمكنك المساهمة في رفع المعاناة عن الضحايا في قطاع غزة؟
يمكنك التبرع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني على رقم حسابها التالي:
9090 – 652753/513 – البنك العربي – فرع رام الله البلد.
Branch, Swift No. ARABPS 22090 - Correspondent Bank: CREDIT SUISSE
(HEAD OFFICE) - ZURICH CH - SWIFT CODE: CRESCHZZ80A
OUR USD ACC. # 0835080431314780
THROUGH: AMERICAN EXPRESS
SWIFT CODE: AEIBUS33 - ROUTING # 02600159
أو
Donate online through special account at Map Canada
You can donate on line by clicking on the link http://www.mapcan.org/english.html and click on ‘’donations’’, then select the button donate now of ‘’Canadahelps’’
Select ‘’Medical aid for Palestine’’, then ‘’ Emergency Campaign for Gaza’’for the fund designation and finally write for PRCS in the note section.