الوضع العام:
واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي لليوم الثامن على التوالي عدوانها على المواطنين والمنشآت في قطاع غزة، فمنذ منتصف ليلة أمس (02/01/2009)، شنت الطائرات والزوارق الحربية الإسرائيلية العديد من الهجمات التي استهدفت مناطق مختلفة في القطاع.
وكانت الطائرات الإسرائيلية قامت منذ اللحظات الأولى للعدوان بشن غارات مكثفة على أكثر من 300 موقع في قطاع غزة، ما ألحق أضرارا كبيرة بالمباني، وخلف أعداداً كبيرة من الشهداء والجرحى أغلبهم من المدنيين، وبخاصة فئة الأطفال وطلبة المدارس.
ونتيجة للغارات الإسرائيلية المتواصلة خلال الـ 24 ساعة الماضية، استشهد 8 مواطنين وأصيب العشرات أغلبهم من المدنيين، ليرتفع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي المتواصل حتى اللحظة، إلى 433 شهيداً، وأكثر من 2221 جريحا من بينهم عدد من المسعفين.
ومنذ بداية العام الجديد حتى ظهيرة اليوم 3/1/2009 واصلت الطائرات الإسرائيلية قصفها لكافة أرجاء قطاع غزة، حيث استهدفت العشرات من المواقع، منها منازل ومساجد وعيادات وسيارات إسعاف وطواقم طبية، من مسعفين وأطباء وممرضين، كانوا يحاولون إخلاء المصابين بعد استهدافهم من الطائرات.
وأدى هذا القصف إلى استمرار تعطل شبكة الكهرباء وخطوط المياه بشكل كامل في معظم المناطق التي تعرضت للقصف الجوي الإسرائيلي، ما زاد من تفاقم المشاكل الصحية والاجتماعية للمواطنين.
الوضع الإنساني:
يعيش المواطنون الفلسطينيون في قطاع غزة أوضاعا إنسانية لا تقل في سوئها وخطورتها عن الأوضاع الصحية الناجمة عن استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية، حسبما تقول تقارير ومعطيات عديدة، ومؤسسات الأمم المتحدة.
ويواجه سكان القطاع أزمة غذائية حقيقية، بسبب استمرار الهجمات الإسرائيلية، علما أن 80% من هؤلاء السكان يعتمدون على المساعدات الغذائية وإن هذه النسبة بازدياد مضطرد، ومعروف أن الأونروا تغيث 700 ألف نسمه، وبرنامج الغذاء العالمي 250 ألف نسمة.
ونتيجة للأعمال العسكرية أصبح يعمل أقل من عشرين مخبزا الآن في القطاع، في حين تؤكد تقارير أن أسعار الخبز تضاعفت ثلاث مرات، نظرا لشح الدقيق، ما دفع السكان للانتظار لمدة تزيد على ثلاث ساعات أمام المخابز للحصول على الخبز، وقد لا يحصلون عليه في النهاية.
أما عملية الحصول على الماء فهي أكثر صعوبة، وتقول مصادر الجمعية في غزة إن الماء لا يكاد يصل للمنازل إلا لمدة ساعة إلى ساعتين كل خمسة أيام، ويشكل انقطاع الكهرباء معضلة أخرى، ولكنها أكثر خطورة على المستشفيات، التي يفاجأ فيها الأطباء بانقطاع الكهرباء أثناء إجراء العمليات الجراحية للمصابين، كما يواجه الأطباء مشكلة أخرى تتمثل في نقص مواد التخدير اللازمة للعمليات الجراحية، وتعطل نحو ألف جهاز طبي نتيجة مشاكل انقطاع الكهرباء.
وخلقت هذه الأوضاع مشكلة كبيرة أخرى تمثلت في مجاري المياه، نتيجة لتعرض شبكة المجاري والمياه في بيت حانون، شمال قطاع غزة للقصف خمس مرات خلال اليومين الماضيين، ما أدى إلى إحداث أضرار خطيرة فيها.
ومعروف أن تفجر المجاري في الشوارع تشكل بيئة خصبة لانتشار الأمراض والأوبئة.
المستشفيات والوضع الحصي:
باتت مشكلة المستشفيات تتفاقم بسبب الحجم الكبير من الجرحى، وهو أعلى بكثير من طاقاتها الإستيعابية، ما أدى إلى تحويل قاعاتتها إلى غرف عمليات، وإلى إنهاك الطاقم الطبي الذي يعمل أفراده على مدار 24 ساعة.
استمرار استهداف الأطفال:
وخلال الـ 24 ساعة الماضية استمر استشهاد الأطفال نتيجة للعدوان الإسرائيلي، حيث استشهد 5 أطفال من بين 8 شهداء سقطوا خلال استهداف الاحتلال لمناطق ومواقع مختلفة في القطاع، من شماله إلى جنوبه.
منذ الفجر:
أدت الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة، منذ فجر اليوم (03/01/2009) حتى الساعات الأولى من الظهيرة، إلى تدمير العديد من المنازل ومسجدا واحدا، وإلى إصابة المدرسة الأمريكية الواقعة شمالي مدينة غزة، ومرفأ الصيادين غرب المدينة، ما أسفر عن استشهاد مواطن ووقوع العديد من الإصابات.
عمل طواقم الجمعية:
وبدورها واصلت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في القطاع عملها الإنساني، عبر تقديم المعونة لآلاف المواطنين المنكوبين، حيث واصلت مستشفيات وعيادات الجمعية استقبال الجرحى والمصابين، فيما واصلت طواقم الإسعاف عملها على مدار الساعة.
وقد نقلت طواقم الإسعاف التابعة للجمعية عدداً من الشهداء والإصابات من مواقع مختلفة تعرضت للقصف خلال الـ 24 ساعة الماضية، حيث تم نقل 32 مصابا، و7 شهداء في مناطق مختلفة من قطاع غزة.
استهداف الطواقم الطبية:
لا تزال مراكز الإسعاف والطوارئ التابعة للجمعية في قطاع غزة تعاني من عدم استقبال مكالمات المواطنين على الرقم 101، بسبب تعطل شبكة الجوال في المنطقة، علما أنه تم تحويل الرقم الأرضي، بعد إخلاء المركز، إلى مستشفى القدس التابع للجمعية بعد سقوط صاروخ لم ينفجر بالقرب من موقع المركز.
خدمات نقل الدوم الوطنية:
المقر العام للجمعية في مدينة البيرة يواصل استقبال المتبرعين بالدم، وإرسال المزيد من وحدات الدم إلى القطاع، فيما واصلت مراكز وشعب الجمعية المنتشرة في الضفة الغربية تنظيم حملات التبرع بالدمـ لإرسالها إلى المستشفيات في القطاع.
المساعدات والمستلزمات الطبية:
أطلقت الجمعية نداء استغاثة لتلبية احتياجات القطاع الطبي والإغاثي، وفتحت باب التبرعات النقدية لسد النقص في الاحتياجات الطبية، على حسابها البنكي في البنك العربي.
التعاون مع الهلال الأحمر المصري:
توجه رئيس الجمعية د. يونس الخطيب، أمس (02/01/2009) إلى القاهرة للمشاركة في اجتماعات المنظمة العربية لجمعيات الصليب والهلال الأحمر العربي، ولمتابعة التنسيق مع الهلال الأحمر المصري لإدخال المعونات ونقل الجرحى عبر معبر رفح البري إلى مصر ودول أخرى.
ويزور الخطيب اليوم معبر رفح، للإطلاع عن كثب على سير عمليات إدخال المعونات الطبية والإغاثية إلى القطاع، ونقل الجرحى منه عبر معبر رفح البري إلى مصر والدول الأخرى، وسيلتقي في وقت لاحق السيدة سوزان مبارك رئيسة جمعية الهلال الأحمر المصري.
وتم خلال الـ 24 ساعة الماضية إدخال مستلزمات طبية، تبرعت بها كل من ليبيا والمملكة العربية السعودية وتركيا، وتم نقل 7 جرحى من القطاع للعلاج في المستشفيات المصرية والعربية، فيما عاد 105 مواطنين من العالقين على معبر رفح إلى القطاع.