الرئيسية » قصص انسانية »
06 أيار 2025

المسعف الشهيد عز الدين شعث: احترم الشارة وراح فداء لها

٢٥ عاماً قضاها عز الدين شعث، يقوم بعمله الإنساني مسعفاً في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في قطاع غزة، قبل أن تضع رصاصات الجنود الإسرائيليين حدا لمسيرته، أعدم وسبعة آخرين من زملائه في مجزرة الإسعاف في تل السلطان برفح.

مسعف مُلتزم، هكذا عرفه زملاؤه في الجمعية، أصدقاؤه في الحي، أهله في البيت، لا يرتدي شارة الهلال وزي الإسعاف إلا خلال وقت العمل، ولا يستخدم سيارة الإسعاف لأي غرض شخصي، كان يحترم الشارة لكنها في النهاية لم تحميه، لأنه واجه عدواً لا يحترم من القوانين شيء.

 

عز الدين أحمد شعث

وُلِد في الثاني من أيار في العام ١٩٧٣ في مدينة رفح، حيث نشأ في بيئة غامرة بالحب والتعاون، تزوج عام ٢٠٠٤، ورزق بستة أبناء، بينهم أربعة أولاد وبنتان، أكبرهم أحمد.

انطلق عز الدين في مسيرته المهنية مع الهلال الأحمر الفلسطيني عام ٢٠٠٠، حيث كان يكرس جهوده لمساعدة الآخرين، كان يحظى بشغف كبير لعمله، ويمتلك التزامًا كبيرًا في كل تفاصيله.

 

أوقات عصيبة

خلال حرب الإبادة الحالية، قضى عز الدين معظم وقته في العمل، وكان يعود إلى منزله حزينًا وعصبيًا من المشاهد المؤلمة التي كان يراها، كان يحاول أن لا يعكس ذلك على أبنائه الستة، لكنه كان دائما يقول لهم: "الناس في الخارج يعيشون ظروفاً عصيبة"، وفق ما روت زوجت أم أحمد.

لم يكن عز الدين (أبو أحمد) يخبر عائلته بتفاصيل عمله أو ما يواجهه من مواقف خطرة خلال عمليات الإنقاذ وانتشال الشهداء، حرصًا على عدم إثارة قلقهم، لكن مع تصاعد حدة الحرب، اضطرت عائلته للنزوح من منزلها في رفح إلى منطقة القرارة، لتعيش معاناة جديدة في ظروف صعبة.

تستذكر أم أحمد زوجها الشهيد الذي قضى شهيداً في سبيل عمله الإنساني، كان ملتزما جدا، لم يكن يقبل أن نركب في سيارة الإسعاف، أو أن يذهب لأي مناسبة في ملابس الإسعاف، راح فداءً للإنسانية ولشارة احترمها طويلا.