الرئيسية » الأخبار » استجابات الجمعية »
05 أيار 2025

مستجدات عن الوضع الإنساني الحالي لاستجابة الهلال الاحمر الفلسطيني في قطاع غزة

 

مستجدات عن الوضع الإنساني الحالي لاستجابة الهلال الاحمر الفلسطيني في قطاع غزة

(5 أيار 2025)

مقدمة:

تواصل جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني العمل في ظل ظروف إنسانية بالغة القسوة في قطاع غزة، وفي ظل استمرار العدوان الاسرائيلي وتصاعد الاعتداءات اليومية، وما رافق ذلك من إغلاق كامل للمعابر ومنع إدخال المساعدات الإنسانية والإمدادات الطبية والغذائية، ما أدى إلى شلل شبه تام في معظم القطاعات الحيوية.

لقد خلّف هذا الواقع الإنساني الكارثي أوضاعًا غير مسبوقة، حيث انهار النظام الصحي تقريبًا، وتوقف عدد كبير من المستشفيات والعيادات عن العمل، نتيجة استهدافها المباشر من قبل الاحتلال الاسرائيلي أو نفاد الوقود والمستلزمات الطبية. كما يعاني قطاع غزة من نقص حاد في الأدوية، خصوصًا أدوية الأمراض المزمنة، والمضادات الحيوية، وحليب الأطفال، ما عرض ويُعرّض حياة آلاف المرضى والجرحى لخطر الموت.

وعلى الصعيد الغذائي، يواجه السكان تداعيات مجاعة فعلية نتيجة نفاد المواد الغذائية الأساسية من الأسواق، ومن مراكز التوزيع، مع تلاشي القدرة على تلبية الحد الأدنى من الاحتياجات اليومية للنازحين الذين تجاوز عددهم المليون، ويعيش معظمهم في ظل ظروف غير صحية داخل مراكز الإيواء المكتظة أو في العراء، دون مياه نظيفة أو صرف صحي مناسب.

وفي هذا الإطار، نقدم هذا التقرير الميداني المحدث لتسليط الضوء على حالة المرافق والخدمات الصحية والإغاثية التابعة للجمعية، ووضع المخزون الاستراتيجي المتبقي، بالإضافة إلى أبرز التحديات التي تهدد استمرارية تقديم الخدمات.
 

أولاً: الوضع الميداني لفروع الجمعية ومراكزها الصحية:

           فروع الجمعية:

  • فرع محافظة رفح: بما فيه مركز الإسعاف وعيادة الرعاية الصحية الأولية خرجوا عن الخدمة بالكامل بسبب الاجتياح الإسرائيلي العسكري المتواصل للمدينة.
  • فرع محافظة شمال غزة: يعمل في شكل جزئي، ضمن الحد الأدنى للقدرة التشغيلية، مع خطر أمني دائم يواجهه نتيجة الاستهدافات المتكررة في محيط الفرع.
  • فرع محافظة غزة: يتولى هذا الفرع إدارة شؤون الجمعية وأنشطتها وتنفيذ برامجها في محافظة غزة عبر المقر الإداري المؤقت، في ظل استمرار العمل على ترميم المقر الرئيسي في منطقة تل الهوى بعد تعرضه لدمار كبير جراء العدوان على المنطقة.
  • فرع محافظة خان يونس: يعمل في شكل جزئي نتيجة الدمار الذي لحق بمبانيه، وتبذل دوائره جهودها لتقديم الخدمات قدر المستطاع.
  • فرع المحافظة الوسطى: يواصل العمل قدر الإمكان، رغم ضعف الإمكانات وشح الموارد. وتحاول طواقم الفرع تلبية الاحتياجات الانسانية لأبناء شعبنا بما يتوفر من مقدرات.

    عيادات الرعاية الصحية الأولية والنقاط الطبية والمستشفيات:
     
  • من أصل 29 عيادة ونقطة طبية، توقفت 13عيادة ونقطة عن العمل منذ بدء العدوان، ويتم تشغيل ما تبقى بإمكانيات محدودة. 
  • تصاعد الضغط في شكل كبير على المستشفيات والنقاط الطبية التابعة للجمعية بعد توقف معظم مرافق وزارة الصحة عن تقديم الخدمات. 
  • تعمل الفرق الطبية بأقصى طاقاتها رغم النقص الحاد في الأدوية والمستلزمات.
  • مستشفى الامل في خانيونس: تعمل الاقسام المختلفة في شكل جزئي (الطوارئ، والعناية المركزة، والولادة، والاشعة، والتأهيل الطبي). 
  • مستشفى القدس في غزة: يعمل المستشفى في شكل جزئي ولاتزال بعض الاقسام خارجة عن الخدمة مثل قسم جراحة القلب والقسطرة، وقسم الاشعة. وتحاول الطواقم إعادة تأهيل الأقسام الاخرى التي دمرت سابقا. 
  • مستشفى الهلال الأحمر الميداني في غزة (وسط المدينة في منطقة السرايا): يواصل تقديم الخدمات في شكل كامل (الطوارئ والعناية المركزية والولادة والعيادات الخارجية). 
  • مستشفى القدس الميداني في رفح: تم نقله من خانيونس إلى رفح خلال فترة الهدنة وحالياً خارج عن الخدمة بسبب الاجتياح الاسرائيلي للمحافظة.  

ثانياً: الاستجابة الإنسانية والإغاثية:

       المواد الغذائية:

  • نفاد تام للمخزون الغذائي المخصص للنازحين.
  • الكميات المتبقية تكفي فقط لتلبية احتياجات الطواقم لمدة لا تتجاوز الشهر.
  • يتم توزيع كميات محدودة من البقوليات على "التكيات" لتغطية بعض الاحتياجات الأساسية للنازحين.

    المواد الإغاثية:
  • نفاد غالبية الأصناف الاساسية مثل: مستلزمات النظافة، وأدوات المطبخ، والشوادر، ومستلزمات الكرامة النسائية.... الخ
  • الكميات المتبقية من الخيام، والأغطية، والفرشات، ومستلزمات الإيواء الأخرى قد تنفد خلال أسبوعين في حال استمر الوضع على ما هو عليه.

ثالثاً: المخزون الطبي:

        الأدوية:

  • عجز بنسبة 47% من أدوية المستشفيات.
  • عجز بنسبة 70% من أدوية الرعاية الصحية الأولية.
  • عدم توفر كامل لأدوية الأمراض المزمنة، وحليب الأطفال، والمكملات الغذائية.

    المستلزمات الطبية:
  • عجز بنسبة 57%  من المستهلكات الطبية العامة.
  • توقف قسم جراحة القلب والقسطرة بسبب نفاد المستلزمات بنسبة 100%.
  • قسم العظام يعاني من عجز بنسبة 87% من المستلزمات الطبية.
  • عجز بنسبة 55% من مستلزمات المختبرات.
     

رابعاً: الوقود والخدمات اللوجستية:

         الوقود:

  • البنزين: كمية المخزون صفر، رغم الحصول على 100 لتر فقط يوميًا في شكل غير منتظم من الشركاء الدوليين لتشغيل مركبات الإسعاف. يبلغ الحد الادنى للاستهلاك اليومي (500) لتر.  
  • السولاريبلغ الاستهلاك الشهري نحو 140,000 لتر، دون توفر أية إمدادات كافية.

بخصوص القدرة التشغيلية لمركبات الإسعاف، تُشغّل جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني حاليًا (54) سيارة إسعاف في شكل نشط وميداني، منها (35) مركبة تعمل على البنزين وجميعها مهددة بالخروج عن الخدمة، و(19) مركبة تعمل على السولار، موزعة على مختلف المناطق المستهدفة لتلبية النداءات الإنسانية العاجلة. في الوقت الحالي، تُشغّل الجمعية نحو (21) مركبة إسعاف يومياً في أنحاء القطاع كافة. وتعمل هذه المركبات على مدار الساعة في ظل ظروف بالغة الخطورة لنقل الجرحى والمرضى، ما أدى إلى:

  1. ارتفاع كبير في استهلاك الوقود وقطع الغيار نتيجة التشغيل المستمر دون توقف.
  2. زيادة في الأعطال الفنية بسبب ضعف الصيانة وانعدام توفر القطع اللازمة في ظل الحصار المفروض.
  3. الحاجة الملحة لتأمين كميات منتظمة من الوقود (بنزين وسولار) لضمان استمرارية عملها، خصوصاً أن كميات الوقود المتوفرة حالياً من البنزين لا تغطي الحد الأدنى من التشغيل.
     

        المستودعات:

تأثرت قدرات الجمعية في في ظل التحديات الأمنية والتدمير الواسع للبنية التحتية، على تخزين وتوزيع المواد الطبية والإغاثية. وفيما يلي حالة المستودعات الحالية:

  1. المستودع المركزي – تل الهوا (محافظة غزة): يعمل في شكل جزئي نتيجة الأضرار التي لحقت به والمخزون شارف على النفاد. 
  2. مستودع الأمل (محافظة خانيونس): يعمل في شكل جزئي ويُستخدم لتخزين وتوزيع الإمدادات ولكن المخزون شارف على النفاد. 
  3. مستودع مستأجر في مدينة حمد (محافظة خانيونس): لا يزال يعمل ويستخدم بشكل نشط لتأمين الاحتياجات جنوب القطاع، ولكن حالياً فارغ. 
  4. مخازن فرعية مجتمعية في منطقة المواصي (محافظة خانيونس): تعتبر بديلا لوجستيًا مؤقتًا لتخزين المواد الإغاثية والطبية ولكن حالياً فارغة. 
  5. مستودعان مستأجران في محافظة رفح: خرجا من الخدمة بالكامل نتيجة الاجتياح الاسرائيلي العسكري وخطورة الوصول إليهما.
     

خامساً: التحديات الراهنة:

  • ازدياد الاحتياجات الانسانية والصحية للمواطنين جراء استمرار العدوان الاسرائيلي على القطاع. 
  • الحصار والإغلاق الكامل للمعابر ومنع دخول الإمدادات الإنسانية والطبية.
  • الاستهداف المستمر للمهام الطبية من طواقم ومركبات إسعاف ومرافق صحية ومستشفيات. 
  • أوامر الإخلاء القسرية التي تعرقل تقديم الخدمات وتعرض الطواقم الطبية والاغاثية للخطر.
  • تزايد الضغط على مستشفيات ونقاط الجمعية الطبية بعد انهيار النظام الصحي العام.
  • استنزاف الموارد دون توفر بدائل أو إمكانية إعادة الإمداد.

سادساً: التوقعات المستقبلية للاستجابة:

في ظل استمرار الحصار المفروض على قطاع غزة ومنع دخول المساعدات الإنسانية والإمدادات الأساسية، ومع الاستنزاف الحاد في الموارد الغذائية والطبية والوقود، تتوقع الجمعية قدرتها على الاستمرار في تقديم الحد الأدنى من الخدمات الحيوية وفق الاتي: 

  • في قطاع الإغاثة، ستواصل الجمعية تقديم خدماتها بحسب المتوفر لديها حتى (3) أسابيع فقط نظراً لنفاد المساعدات الغذائية والاغاثية.  
  • أما القطاعات الأخرى وبخاصة القطاع الصحي، يمكن للجمعية الاستمرار في تقديم خدماتها لمدة شهرين اخرين تقريباً، وذلك بشرط الحفاظ على الحد الأدنى من الوقود والموارد الأساسية الضرورية لتشغيل المرافق الطبية واللوجستية.

سابعاً: المطلب الإنساني:

تدعو جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني كافة الجهات الدولية والمنظمات الإنسانية كافة إلى:

  • التحرك الفوري والعاجل لوقف العدوان الاسرائيلي وفتح جميع نقاط العبور والمعابر. 
  • إدخال المساعدات الطبية والغذائية والإغاثية والوقود بشكل واسع ومستدام إلى قطاع غزة كافة، ورفع القيود المفروضة على استيراد المواد الضرورية للاستجابة الإنسانية مثل معدات طبية متخصصة ومواد لمراكز الإيواء ومركبات وأجهزة الاتصالات اللاسلكية ذات التردد العالي. 
  • تسهيل عمليات الإجلاء الطبي ونقل المرضى والجرحى من قطاع غزة إلى دول المنطقة بشكل عاجل من خلال العمل على تسريع الموافقات واستخدام جميع المعابر.
  • توفير الحماية الفعلية للطواقم الطبية والاغاثية والمرافق الصحية والانسانية، وضمان استمرارية العمل الإنساني في قطاع غزة.

     

انتهى.