أشرف أبو لبدة: عريس جديد

كان أشرف أبو لبدة المسعف في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، يصرُ أنه عريس جديد، لأنه تزوج قبل الحرب بأيام، فلم يحظ بحياة زوجية سعيدة، كان يتمنى أن تتوقف الحرب ليعيد ترتيب أوراقه من جديد.
رزق أبو لبدة بولده الوحيد قبل شهرين من الآن، كان على أبواب عامه الثالث والثلاثين، إلى أن الجيش الإسرائيلي الذي لا يوجد له أمان ولا عهود على حد تعبير ذويه أنهى حياته ويتّم ابنه الوحيد برصاصات في مجزرة الإسعاف في تل السلطان نهاية آذار الماضي.
أشرف ناصر عبد الحي أبو لبدة
وُلِد أشرف ناصر عبد الحي أبو لبدة في ٢٧ نيسان ١٩٩٣ في حي تل السلطان بمدينة رفح، أنهى تعليمه الجامعي، حيث نال درجة البكالوريوس في تخصص الرياضيات من جامعة الأقصى، وتطوع في جمعية الهلال.
تزوّج أشرف عام ٢٠٢٣ ورزق بمولود جديد أسماه وئام خلال فترة الهدنة الأخيرة قبل شهرين، حيث كانت تلك اللحظة مليئة بالفرحة والأمل، إذ كان يتمنى أن يكبر أمامه وينال درجات علمية ويفرح به ويزوجه.
انضم أشرف متطوعاً إلى جمعية الهلال في عام ٢٠٢١، حيث كان لديه شغف بمساعدة الآخرين والمساهمة في العمل الإنساني، كان طموحًا يسعى لبناء مستقبل مزدهر، واشتهر بأخلاقه وحب الآخرين له بين زملائه وأقاربه.
كنا نتوقع الجريمة
يقول شقيقه سامي: "في كل يوم من أيام الحرب، كان يخوض مهمات محفوفة بالمخاطر، معرّضًا في أي لحظة لحادثة جريمة من الاحتلال."
وأشار إلى أن أشرف الذي تأخر بالزواج نظراً للظروف الصعبة التي يعيشها الشباب في قطاع غزة بفعل الحصار، كان فرحاً بقدوم مولوه البكر وئام، كانت أيام هدنة حين جاء، تمنى الجميع أن تستمر إلى أن الحرب عادت وأخذته.
واصل أشرف عمله الإنساني رغم تجربة النزوح الصعبة من تل السلطان إلى خان يونس، كان شجاعاً مقداما يهب لمساعدة الآخرين، قبل أن تضع قوات الاحتلال الاسرائيلي حداً لمسيرته التي بدأت لتوها، واستشهد رفقة زملائه السبعة في مجزرة تل السلطان في رفح.