طوباس – تعتبر العيادة المتنقلة احدى المبادرات الرائدة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، لخدمة شريحة واسعة من المواطنين في منطقة الأغوار وغيرها.
ورغم العديد من التعقيدات والتحديات التي واجهت هذه المبادرة، ابان ذروة جائحة "كورونا" في فلسطين خلال الأشهر الثلاثة الماضية، إلا أنها واصلت أداء دورها، أكان على الصعيد الطبي، أو المجتمعي.
وذكرت عفاف علاونة، منسقة العمل المجتمعي والعيادة المتنقلة في الأغوار، أن طاقم العيادة ومتطوعي الجمعية الذين وصل عددهم إلى 57 متطوعا، تمكنوا من تجاوز العديد من التحديات خلال الفترة الماضية، ومن ضمنها صعوبة التنقل للوصول إلى الأماكن المستهدفة، علاوة على الحاجة للموازنة ما بين التدابير الاحترازية وأداء المهام الواقعة على كاهل الكادر والمتطوعين.
وأضافت: "في ظل كورونا، تصبح الحاجة لخدماتنا أكثر من أي وقت مضى. لكن في ظل الاجراءات الوقائية المفروضة، كان هاجسنا مواصلة تقديم الخدمة رغم كافة الصعاب. من هنا فقد أخذنا كافة الاحتياطات، وابتكرنا أساليب متنوعة، من ضمنها استخدام وسائل التواصل الاجتماعي مثل "فيس بوك" لغرض التوعية".
وقالت علاونة، وهي احد كوادر "الهلال" منذ 13 عاما: "استعضنا عن التجمعات الكبيرة، بتنفيذ زيارات منزلية، علما أن خدمات العيادة تشمل عدة شرائح، لا سيما الفتيات في سن المراهقة وما قبلها، وحتى النساء في سن 60 عاماً، عدا طلبة مدارس تضم كلا الجنسين".
يذكر أن خدمات العيادة المتنقلة تتضمن توفير خدمات طبية، خاصة للنساء الحوامل، والتعريف والتوعية بوسائل تنظيم الحمل، والكشف عن سرطان الثدي، وتغيرات النمو، ومضار التدخين، وغيرها من المسائل التي تهم النساء وصحتهن.
ويتوزع عمل العيادة أساسا، ما بين زيارات منزلية، ولقاءات تثقيفية، وعمل مجتمعي يؤديه المتطوعون. و اللافت أن دورها يشمل ثلاث محافظات، هي: أريحا والأغوار، وطوباس، ونابلس، بما في ذلك التجمعات البدوية التي تفتقر أصلا للخدمات.
وقالت علاونة:"يقدر عدد المستفيدين من خدمات الجمعية في الأغوار وغيرها بالآلاف من كلا الجنسين، وقد أولينا أهمية خاصة خلال الفترة الماضية لتقديم الخدمة الطبية، عدا التوعية، وإيصال رسائل صحية واجتماعية لشرائح مختلفة. من هنا فإن المتطوعين يلعبون دورا حيويا في هذا المجال".
وتابعت:" إن المتطوعين وصلوا مرحلة، بات بإمكانهم فيها تحديد الاحتياجات، وتنظيم فعاليات شتى تهم أفراد المجتمع، وهذا أمر بالغ الأهمية بالنسبة إلينا".
وأضافت: إن استمرار عملنا خلال الفترة الماضية، يمثل أكبر انجاز بالنسبة إلينا. من هنا ليس حجم الثقة الكبير الذي نحظى به بين أفراد المجتمع، ما يحفزنا لمزيد من البذل والعطاء".
وذكرت المستفيدة وسام أبو حطب، أن العيادة المتنقلة تلعب دورا بارزا في خدمة العديد من التجمعات، مثل مسقط رأسها قرية عين شبلي، والبالغ عدد سكانها 800 نحو نسمة.
وقالت:" في ظل كورونا، ورغم صعوبة التنقل، فإن خدمات العيادة لم تتوقف، أكان على صعيد توفير الخدمة الطبية، أو على الصعيد التوعوي".
وأضافت:"جمعية الهلال الأحمر تساهم بشكل لافت في خدمة المواطنين في كثير من التجمعات هنا،وهذا يشمل توزيع مساعدات، مثل مواد غذائية وصحية، وهو أمر بالغ الأهمية بالنسبة إلينا".