البيرة- منذ إعلان حالة الطوارئ في الأرض الفلسطينية المحتلة في الخامس من آذار الماضي، انحصرت حياة المسعف أحمد السيوري (٢٤ عاما) من مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية، في مركز الإسعاف التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في مدينة البيرة.
يرقبً السيوري بعينيه هاتفه النقال، فهو الوسيلة الوحيدة التي يتواصل بها مع والدته في بيت لحم، ليطمئنها ويطمأن عليها ويضعها في صورة أي جديد في مواجهة الجائحة، فيما تصغي أذناه بتركيز شديد لرنين الهاتف في مركز الإسعاف تحسباً لمهمة جديدة.
ومع بداية انتشار الفايروس في مدينته بيت لحم، قرر أحمد البقاء في رام الله حيث يعمل، ليبقى مع العشرات من زملائه المسعفين، الذين انخرطوا في جهود الحد من انتشار وباء "كورونا" التي بذلتها الجمعية بالتعاون مع الجهات الفلسطينية المختصة.
وقال السيوري الذي تطوع في الجمعية منذ العام ٢٠۱٢ قبل أن يلتحق بطاقمها بعد تخرجه وحصوله على شهادة التمريض من الجامعة: "منذ بداية جائحة "كورونا" كنت على رأس عملي في مركز الإسعاف والطوارئ في البيرة، ومع بداية ظهور الإصابات في بيت لحم، بعد التشاورمع الإدارة وقررت البقاء هنا".
وأضاف: "ومع اتساع رقعة انتشار الفايروس ووصوله إلى محافظة رام الله والبيرة، وانخرطي وزملائي في مركز الإسعاف لتقديم الخدمة لمحتاجيها، اضطررنا أحيانا للدوام لفترات متلاحقة ولأيام متلاحقة، وكنت دائما مستعداً لتقديم يد العون والمساندة".
ولفت السيوري إلى أنه مضت أيام طويلة منذ اعلان حالة الطوارئ، "ومع ذلك قررت أن ألا أعود إلى المنزل في بيت لحم، رغم شوقي الشديد لوالدتي وللعائلة، ورغم أننا نتخذ كل إجراءات الوقاية المتبعة عالميا بناء على إرشادات وتوجيهات الجمعية إلا أن الخوف من انتقال العدوى يسكننا دوماً".
يواصل السيوري عادته اليومية المتمثلة في النظر إلى شاشة هاتفه مترقباً اتصالا من والدته، والاصغاء لهاتف مركز الإسعاف ترقبا لحالة اسعاف جديدة، متمنياً أن تزول غمة "الكورونا"، وأن يحظى بلمة قريبة تجمعه بوالدته وعائلته.
انتهى.