الرئيسية » قصص انسانية »
30 كانون الثاني 2020

"أخيرا تمكن أطفالي من النوم"

"إننا نغرق .. أنقذونا" ، بهذه الكلمات المتلعثمة، وصلت مناشدة لغرفة العمليات التابعة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في غزة، وذلك مساء يوم الخميس الموافق 23/1/2020 ، ووسط منخفض جوي شديد ضرب محافظات قطاع غزة.

على الفور استجابت وحدة إدارة الكوارث، وتحرك فريق تقييم من متطوعيها، وشقوا طريقهم وسط الأمطار الغزيرة والطريق الوعرة، وكادت عروقهم تتجمد من شدة البرد القارس، ولكنهم واصلوا طريقهم بحزم وإصرار، خاصة وان غرفة العمليات أبلغتهم أن هناك عائلة كبيرة، تتعرض بفعل السيول والأمطار الغزيرة إلى خطر حقيقي يهدد حياة أفرادها.

استغرق السير على الطريق نحو خمس عشرة دقيقة، للوصول إلى ذلك المنزل القديم، الذي كان سقفه قد بدأ بالتآكل، ما جعل التراب والحجارة والمياه تتساقط على رؤوس قاطنيه.

 سليم أبوراس(26عاما)، أحد متطوعي وحدة إدارة الكوارث، الذين استجابوا لهذه المناشدة، يصف لحظات وصولهم إلى المكان بالقول: "لقد صعقنا من هول ما رأينا، فلقد كانت من أصعب الحالات التي تعاملنا معها. هذا المنزل كان يضم أربعة أشقاء متزوجين بالإضافة لوالديهم، ولديهم العديد من الأطفال، وقد بلغ عدد أفراد الأسرة 24 شخصاَ في مساحة منزل صغير قديم البناء ومتهالك الجدران والأسقف، وقد كانت المياه تنهمر على سقف المنزل بغزارة، وسط بكاء وخوف الأطفال".

وأضاف: "شرعنا على الفور بعملية تقييم سريع لوضع الأسرة، وسلمناهم ما لدينا من مساعدات مثل الفرشات والأغطية وأدوات التنظيف والشوادر الجلدية، وغيرها من المستلزمات لتخفيف الضرر الواقع عليهم، لاسيما وان الأطفال كانوا يفتقرون إلى الفرشات والأغطية ليتمكنوا من النوم والطمأنينة".

ماهر القيشاوي( 38 عاما)، وهو أحد الأشقاء القاطنين في المنزل، وأب لخمسة أطفال، قال: "للأسف نعيش أنا وزوجتي وأطفالي الخمسة في غرفة واحدة، بسبب مساحة المنزل الضيقة وعدم وجود غرف كافية، ولقد انهار فجأة سقف غرفتي وانهمرت المياه والطين والحجارة علينا ونحن نيام، فأخرجت أطفالي إلى فناء المنزل، لا ادري ماذا سأفعل لهم، وقد تملكهم الخوف والبكاء".

احتضن طفله الذي يجلس بجانبه، ثم أضاف: "رغم شدة البرودة والسيول إلا أن طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني، وصلت إلى منزلنا وقدمت عددا من المساعدات ساهمت في التخفيف عنا، ومكنتنا من تجاوز تلك الليلة العصيبة".

أما زوجته سعاد القيشاوي(35عاما)، فقد أشارت إلى معاناتهم بالقول: "إن بيتنا قديم ويعاني من الرطوبة ، وعددنا كبير للغاية، ولا يوجد مصدر دخل لدينا، مما أدى إلى تفاقم الأزمة حين انهمرت مياه الأمطار إلى فرشات وملابس أطفالي. ولكن لولا عناية الله وكوادر الهلال الأحمر، لكانت الأمور ازدادت سوءاً وكانت حياة أطفالي بلا شك ستتعرض للخطر".

وتضيف بابتسامة حزينة: "لقد عاد فريق الهلال الأحمر الفلسطيني مرة أخرى، وقدموا المزيد من المساعدات لباقي أفراد الأسرة، شملت مواد عديدة استطعنا من خلالها تجاوز تلك المحنة على الأقل في الوقت الحالي، والاهم من ذلك كله أن أطفالي بات باستطاعتهم النوم في مكان دافئ".

رائد النمس