الرئيسية » قصص انسانية »
24 كانون الثاني 2018

أطفال بلا مأوى

رائد النمس

في صبيحة يوم الجمعة الموافق 19/1/2018، وخلال اشتداد وطأة المنخفض الجوي الذي ضرب قطاع غزة، تلقت غرفة العمليات التابعة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في قطاع غزة، مناشدة من أسرة أصبحت بلا مأوى  في منطقة شمال غزة، بعد أن تطايرت أجزاء من بيتها الصغير، المكون من أعمدة الخشب ومن قطع النايلون.

انطلق على الفور فريق من وحدة إدارة الكوارث إلى مكان الحدث، قاصداً ذلك المكان الذي يقع على مقربة من شاطئ البحر، وهو لا يتخيل حال أطفال هذه الأسرة في ظل البرد القارص، والرياح العاتية التي عصفت بالقطاع.

عبد العزيز أبو عيشة، مدير وحدة الكوارث في القطاع، قال: "منذ وصولنا إلى المكان، صعقنا من حجم ما رأيناه، فالمنزل المتهاوي، يعود لأحد المواطنين، الذين يقطنون في المناطق النائية،  من ألواح من الخشب، ومن قطع الجلد المتهالكة، التي حتما لن تقي أطفاله شر هذه الأجواء القارصة".

ويتابع: "تعامل فريقنا على الفور مع هذه الحالة الإنسانية، التي لم تستغرق عملية تقيمنا للاضرار التي لحقت بالمنزل سوى دقائق معدودة، وقدمنا لاصحاب المنزل الفرشات والأغطية والقطع الجلدية، والنايلون اللازم لحفظ ما تبقى من منزلهم المتواضع، وبعضا من المستلزمات الأخرى التي قد تقييهم تداعياتت هذا البرد الشديد والرياح القاسية".

هاني اللحام، (48 عاما)، وهو رب الأسرة الذي اتجه إليها فريق العمل، قال: "بسبب الظروف الصعبة التي نعاني منها، ولعدم وجود مورد مالي، قصدت هذه الأرض، وأقمت عليها منذ ثلاث سنوات هذا المنزل الصغير لنعيش فيه. وقد كنت أحاول قدر الإمكان تلبية احتياجات أطفالي، ولكن هذا المنخفض الجوي كان قويا، وتسبب في معاناة شديدة لنا، خاصة لأطفالي الخمسة، الذين كادوا يتجمدون من البرد وهم نيام، جراء مياه الأمطار الباردة بفعل الرياح القوية التي هبت ما زاد من معاناتنا، وولد لدي شعورا قاتلا بالعجز".

وأضاف بعد أن احتضن احد أطفاله: "لقد كان للتدخل الإنساني لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بالغ الأثر الطيب في نفوسنا، حيث شعرنا بان هناك من يهتم بنا، وبأوجاعنا، ولقد شعرت بسعادة غامرة عندما رأيت أبنائي وقد خلدوا للنوم أخيرا على فراش وأغطية جديدة وغير مبتلة، وقد أصبح منزلي الآن أكثر دفئا، وحتما سنستطيع الصمود خلال هذا الشتاء القارص".

يذكر أن الجمعية قدمت منذ بدء المنخفض، يوم الخميس الماضي (18/1/2018)، المساعدات الإنسانية لنحو 300 أسرة، تعرض أفرادها لأضرار، ولا زالت أطقم الجمعية تواصل عملها في  التقييم والمتابعة، لتقديم يد العون والمساعدة للعائلات المتضررة، للتخفيف عنهم، ورسم البسمة على شفاه أطفالهم، وملامح الدفء على وجناتهم الصغيرة.

انتهى.