الرئيسية » قصص انسانية »
02 آب 2017

حلم أم يتحقق في فرع الجمعية برفح

 ولدت الطفلة ريتاج النحال، قبل ثلاث سنوات، في مدينة رفح، وكانت تعاني من شلل دماغي، وتأخر في القدرات الحركية، ما اصاب ذويها آنذاك بحالة من الاحباط واليأس، خصوصاً في الشهور الاولى من عمرها، حين اكتشفوا بأن طفلتهم لا تستطيع الجلوس او الزحف، ولا تشعر بما يجري حولها من حركة وأصوات.

وعندما بلغت من العمر خمسة شهور، هرعت بها والدتها الى فرع جمعية الهلال الاحمر الفلسطيني في رفح، لعلاجها حيث استقبلها فريق العمل هناك، وتم تقييم حالتها الصحية، ووضع برنامج علاجي مكثف لها.

قال جهاد عابد، مدير فرع الجمعية في رفح: "فور استقبال الطفلة ريتاج، تم تقسيم التعامل معها الى ثلاثة جوانب، تتضمن اشراف ومتابعة من قبل اختصاصيي العلاج الطبيعي، والاجتماعي، والتأهيل، ضمن منظومة عمل متكاملة، حرصنا خلالها على توفير بيئة علاج وتمارين، تتناسب وعمر الطفلة، بالإضافة الى توعية عائلتها بالارشادات المناسبة لحالة طفلتها، ومن ثم وضع علاج لها بواسطة التنبيه المبكر لتنشيط حواسها الذهنية".

والدة الطفلة ريتاج تصف حالة طفلتها بقولها: "ابنتي كانت لا ترفع رأسها، ولا تلتفت نحو أي احد من حولها، كما انها لم تكن تستطيع الجلوس، وليس لديها تركيز او انتباه. توجهت بها  الى الهلال الاحمر الفلسطيني حيث خضعت هناك لجلسات علاج طبيعي على مدار عام كامل، حدث خلاله تغيير كبير في الحالة الصحية لطفلتي، وبدأت الحياة تدب في عروقي من جديد، عندما رأيتها تجلس، وترفع رأسها الى الاعلى، ومن ثم بدأت بشكل تدريجي بالوقوف، والمشي بخطوات متعثرة، وهذا أقصى ما كنت اطمح اليه".

وتضيف: "لقد استفدت كثيرا من الارشادات التي قدمها لي الاختصاصيون في الجمعية، واصبحت انفذها في المنزل، كما كنت على اتصال مستمر عبر الهاتف مع فريق العمل هناك، حيث كانوا على مدار الساعة يقدمون لي النصائح والارشادات، حول كيفية التعامل معها وتخطي أية عقبة قد تواجهنا في المنزل".

عبير الزاملي، اختصاصية العلاج الطبيعي: "قدمنا لريتاج برنامج علاج طبيعي، استمر لمدة عام، تضمن تدريبات هنا في المركز، وفي المنزل، وبدأت ثماره تظهر تدريجيا متمثلاً بقدرتها على تحريك الرأس، والتقلب على الجانبين، ومن ثم الجلوس والوقوف، وصولا الى القدرة على المشي والركض، ومشاركة الاطفال اللعب والمرح".

والدة ريتاج كانت تحتضن ابنتها، والابتسامة تعلو وجهها، وهي تقول: "لقد اخذت الجمعية بيد ابنتي حقا الى بر الامان، فهي الان تشعر بما يدور حولها، وتلتفت الى اصوات شقيقها ووالدها، وتشاركهما اللهو، بعد ان كانت عدوانية وانطوائية الى حد كبير. ويكفيني بانني عندما انادي عليها تنظر باتجاهي ببراءة، وتأتي مسرعة الىّ بخطواتها الطفولية، وابتسامتها لا تفارق وجهها الجميل".         

انتهى.