الرئيسية » قصص انسانية »
07 آذار 2017

نساء أصبن بالسرطان تحدين تداعياته الجسدية والنفسية

 رائد النمس:

عندما علمت أن جمعية الهلال الاحمر الفلسطيني، تعقد جلسات لمرضى السرطان وذويهم، اعتقدت بانني سأكتب قصة تعكس مدى حزن هؤلاء المرضى، ولكن ما رأيته كان مغايرا تماما.

في احدى الحدائق العامة في مدينة غزة، جلست الاختصاصية الاجتماعية هداية حماد، وسط قرابة العشر سيدات، ممن اصبن بهذا المرض، يتبادلن الحديث، ويعلوصوت ضحكاتهن، ويرتسم الارتياح على وجوههن. كانت هذه الجلسة هي احدى اللقاءات التي تنظمها دائرة الصحة النفسية الاجتماعية في جمعية الهلال الاحمر الفلسطيني، ضمن برنامج يستهدف دعم مرضى السرطان.

اقتربت منهن بهدوء، فلاحظت مظاهر السعادة على وجوههن، وتكاد تجزم فور رؤيتهن بانهن لا يعانين من مرض خطير كالسرطان، يتقاذفن الكرة، يرسمن على البالونات، ومن ثم يعدن للحديث. تروي كل واحدة منهن كيف انتصرت على هذاالمرض، وكيف ساهمت لقاءات الجمعية في دعمهن، والتخفيف عنهن.

السيدة رانيه  فاضل (42 عاما) تقول: "كنت لا اخرج من منزلي، وكثيرة البكاء، وعصبية جدا، وافتعل مشاكل متواصلة مع زوجي وابنائي، ما سبب لي ضغطاً شديداً ولكن، وبعد مشاركتي في جلسات الجمعية، بدأت استعيد هدوئي، وتلقيت من الاختصاصيين حلولا نفسية، ساعدتني على تجاوز الشعور بالألم واليأس، وبدأت علاقتي مع افراد عائلتي بالتحسن".

اما السيدة خالدة حسين (57 عاما) فتقول: "اصابني المرض منذ سنوات، وسبب لي ضيقاً وهماً، خصوصاً وانا انظر الى ابنائي، فأشعر بأن حياتي شارفت على الانتهاء، ولكنني هذه الايام لااشعر بانني مريضة، حتى انني العب مع ابنائي، وتحول الحزن الذي أنتابني الى سعادة، وكل هذا بفضل النصائح التي تلقيتها خلال هذه اللقاءات، والتي أصبحت انتظرها بفارغ الصبر".

الاختصاصية هداية، تصف ما يقمن به، بالقول: "هذا العمل يأتي ضمن مجموعة دعم مرضى السرطان، التي ينظم خلالها لقاءات مع المرضى وذويهم، وتهدف الى تقديم الية للتعامل مع المشاكل المترتبة على اصابتهن بالمرض، ومعالجة ما ينتج عنه من اثار نفسية واجتماعية، مثل العصبية، والضغط النفسي، والاحباط، والعزلة".

وتتابع: "لدينا فريق عمل مختص ومدرب، يعمل على تحديد احتياجات هؤلاء النسوة، وتنظيم جلسات اسبوعية تجمعهن معا، لنقل تجاربهن مع المرض، وسماع قصص تحديهن للمشاكل التي ترتبت عليه، بالإضافة لتقديم النصائح لتخطي العقبات، وتعديل سلوكهن مع افراد العائلة والمجتمع، مستخدمين في ذلك تمارين الاسترخاء، واللعب، والتفريغ النفسي، والتواصل والدعم المتواصل، ما عكس نتائج ايجابية تمثلت في تخلصهن من العصبية والضغط، واصبحن يتأقلمن مع المرض، صاحبه هدوء وعلاقة طيبة مع الازواج والابناء".

من ناحيتها تقول السيدة ريما محمود (26 عاما): "قبل سنوات اصيب ابني البالغ من العمرخمس سنوات بمرض السرطان، ما انعكس سلبا على علاقتي مع زوجي، واصبحت عدوانية مع طفلي، ومع الجيران، ولم اعد اهتم بنفسي، ولا ابتسم اطلاقا، بالإضافةلإصابتي بصداع نصفي كان يلازمني طيلة الوقت. وعندما التحقت بهذه المجموعة، وبدأت بتنفيذ توصيات الاختصاصية، تغيرت حياتي نحو الافضل، واعيش الان مع طفلي حياة طبيعة كأي أم، وعلاقتي مع زوجي وجيراني اصبحت جيدة، فقد ادركت بان هناك الملايين الذين اصابهم المرض، يعيشون بشكل طبيعي، دون يأس.  بكل صدق لقد ساهمت هذه الجلسات في إعادة حياتي وحياة طفلي الى مجراها الطبيعي من جديد".

انتهى.