الرئيسية » قصص انسانية »
06 آذار 2016

متطوعون في الميدان

  التحقت رحاب عياد "أم طارق" (50 عاما)، المنتمية لحي الزيتون في قطاع غزة،  بلجان الأمومة الآمنة منذ عام 2005، وقضت مع الجمعية ما يزيد على أحد عشر عاماً، أغنت تجربتها، وعززت علاقتها مع أولادها الستة. 

البداية:

تروي "أم طارق" حكايتها فتقول: "كنت اعيش في بيت بسيط مع عائلتي، وكانت الحياة والوضع الاقتصادي صعباً جدا، بسبب الوضع السياسي والاعتداءات الاسرائيلية التي الحقت بنا الدمار الذي حلّ ببيتنا جراء اجتياح حي الزيتون في عام 2004".

وأردفت: " أصبح الوضع النفسي سيئاً جداً، وبحثت عن طرق للخروج من الحالة التي أعيشها، فطرقت أبواب عدد من المؤسسات والجمعيات، لأدعم نفسي وأطفالي، فالتقيت بإحدى الاختصاصيات بجمعية "الهلال" ودار بيننا حديث شجعني للانضمام إلى صفوف المتطوعين".

وقالت "أم طارق" : "بعد أن التحقنا بالجمعية تطور دورنا في المنطقة، حيث بدأنا نتثقف، ونثقف في المجالات الصحية والاجتماعية والنفسية، ونلقى ترحيباً من قِبل الناس، وطلب المزيد من اعطاء الندوات التي تتناول عدداً من المواضيع سواء كانت صحية او اجتماعية او نفسية، أي دعم نفسي".

وأشارت إلى أن هذا الأمر عزز دورنا، ودفعنا للمزيد من التقدم، "ما عزز ثقتي بنفسي، وتقدير واحترام  من قِبل الزوج والأولاد والأهل والجيران، و حتى الناس في الشارع والمؤسسات التي نلتقي موظفيها". كنت افتقد واجهل الكثير من المعلومات الصحية، وخاصة في مجال الاسعافات الاولية، فتعلمتها وأتقنتها من خلال اكتسابي المعلومات من دورات الاسعافات الاولية.

دعم واسناد: 

وأفادت "أم طارق" أن "الهلال" قدمت حقائب اسعاف اولي، وعقدت الكثير من دورات الدعم النفسي، "ما دفعني إلى أن أتعلم وأقدم النصائح والإرشادات لكثير من الأسر في المنطقة، بعضها (مشاكل زوجية)، ونفسية للأطفال حتى اصبحنا معروفين في مناطق حي الزيتون والمناطق المجاورة والمؤسسات" . 

وتكمل "أم طارق" قصتها قائلة: "استمتع وأنا اشعر أنني مسؤولة كمتطوعة اعمل تطوير المجتمع، وأيضا أساعد في تعديل الكثير من السلوكيات والعادات السلبية لدى بعض الناس. 

الحرب العدوانية:

وقالت: " في الحرب الاخيرة العدوانية المدمرة على قطاع غزة كان لي ولبعض زميلاتي وزملائي الدور البناء البارز في تخفيف المعاناة والضغط عن ضحايا هذا العدوان. "و بعد رحيلنا من بيتنا في حي الزيتون"، ذهبنا إلى مكان اكثر أمناً وبمحض الصدفة وجدنا في هذا البيت، وجميع البيوت من حوله عائلات نازحة بأسرهم بينهم أطفال وسيدات حوامل".

 و أضافت "أم طارق" قمت بدور المرشدة في حالة الطوارئ، انصح المواطنين بالابتعاد عن الأماكن الخطرة والانتقال إلى الاماكن الآمنة البعيدة عن النوافذ والأبواب والزجاج، وأن يجهزوا الأدوية اللازمة للأمراض المزمنة وتكون قريبة من مكان اقامتهم، وأن يشغلوا أطفالهم بالألعاب والرسم وقراءة القصص، وأن يقصوا عليهم القصص الخيالية ليبعدوا عنهم الخوف والفزع".

 و قالت " كان لنا دور فعال حين ذهبنا خلال ساعات الهدنة في العدوان الاخير على قطاع غزة إلى أماكن الإيواء في المدارس حيث كان الوضع سيئاً للغاية ومأساوياً، بسبب الأعداد الهائلة من النازحين، حيث انتشر العديد من الامراض بين صفوف النازحين حيث قمنا كمتطوعين بدورنا في إرشاد هؤلاء النازحين" .

وتابعت: " بدأنا بموضوع النظافة العامة والنظافة الشخصية، وتكرر ذلك عدة مرات ايام الهدنة وبينّا لهم عن مدى المخاطر والأمراض التي تنتج من عدم الاهتمام بالنظافة، وأيضا كان لنا دور في تعليم الاهالي كيفية التخلص من النفايات المتراكمة وعدم مراكمتها والتخلص منها، وأيضاً توفير الأدوية  لكبار السن وأصحاب الامراض المزمنة ورعايتهم، ولا ننسى الدعم النفسي للأطفال، حيث كنا نجلس وإياهم لنخفف المعاناة عنهم ونقص عليهم من خلال تنظيمهم في حلقات نقرأ عليهم القصص ونلعب معهم ونقص عليهم الفكاهات والألغاز. وندخل عليهم البهجة والسرور،  وكل ذلك لنخفف عنهم الفزع والهلع الناتج من الظروف الصعبة التي يمرون بها (الحرب)".

و أضافت "أم طارق": "بعد انتهاء الحرب ذهبنا نحن وبعض العضوات في اللجان التطوعية (لجنة الزيتون) إلى مركز "بلسم" لنواسي اهالي الشهداء والجرحى في المنطقة، وقدمنا لمن يحتاج الدعم النفسي وخاصة لأمهات الشهداء" .

 

انتهى.