الرئيسية » قصص انسانية »
03 كانون الثاني 2016

طلاب وطالبات الصم في "الهلال" يبدعون أعمالاً فنية تترجم لغتهم الى احساسيس

رضوى الحلو
هنالك فئة من الناس لاتستطيع التعبير عما تحس أو تشعر به من خلال النطق.وهذه الفئة تضم الصم في كل المجتمعات، وحرصاً من جمعية الهلال الاحمر الفلسطيني على الاهتمام بهذه الفئة، تنفذ دائرة التأهيل التابعة للجمعية، بالتعاون مع المجلس الثقافي البريطاني، نشاطاً لامنهجياً فعالاً ليكون وسيلة جديدة لمساعدتهم والتفاعل مع من حولهم بطرق جديدة وفعالة لتعبر من خلاله عن مشاعرهم وأحسايهم بصدق وشفافية.


ويهدف النشاط الذي بدأ في العام 2013 مع طلاب وطالبات مدرسة الصم التابعة لجمعية الهلال الاحمر الفلسطيني،الى اعداد أفلام  كرتونية متحركة من قبل خريجي وخريجات مدرسة الصم المدربين، عبر الرسومات الملونة التي يبدعونها بأناملهم الصغيرة لتترجم الى رسومات متحركة تعبر احساسيهم ومشاعرهم.


ويرمي هذا النشاط الى اعداد فريق مدرب من طلاب الصم لانتاج افلام كرتونية، وتنفيذ ورش عمل في المدارس، مع التركيز على ادخال لغة الاشارة في الرسوم.


ينقسم هذا النشاط الى قسمين: قسم تعليمي، يبدأ فيه الأطفال بتناول القصص وتبادل الأفكار، لبناء نماذج من الملتينة والورق المقوى وكيفية تحريك المجسمات بواسطة اليد والتقاط هذه الحركة بواسطة الكاميرات واجهزة الكمبيوتر،فيبدؤن بتخيل عالم خاص بهم. والثقة التي يستلهمونها من هذا العمل تلعب دوراً كبيراً في تغيير نفسيتهم للتواصل مع العالم من خلال المجسمات المتحركة،وذلك بإشراف معلمين ذوي خبرة.


والقسم الثاني هو قسم فني، يسعى الى انتاج أفلام كرتونية، وتنفيذ ورش عمل تهدف الى تطوير العمل الابداعي عند المشاركين،فضلاً عن زيادة انخراطهم في المجتمع،حيث يقوم الطلاب باعداد برامج صيفية وأيام مفتوحة، يبدأ الطلاب والطالبات الصم بعقد ورشات عمل لتعليم فن الرسوم المتحركة واشراك مهارات جديدة من زملائهم من ذوي الاعاقة السمعية. 


ويعتبر هذا النشاط من اكثر النشاطات تأثيراً في نفسية الأطفال الصم. فحينما يبدأ الطفل بالرسم والتلوين فيتخيل بانه فنان، ويجرب ألوانه المفضلة ويستخدم أصابعه في دمج هذه الألوان،وبهذا يصبح المتحكم الوحيد بنفسه ويستطيع التغلب على الحزن والأسى النابع من داخله واستخراج قوة جديدة تعطيه أملاً وتحدياً أكبر.


وقالت سهير بدارنة، مدير دائرة التأهيل في الجمعية:"ان هذا النشاط ساهم في تطوير القدرات الابداعية للأطفال الصم والتعبيرعن مكنوناتهم.فهم لديهم قدارت عالية. رغم أن قدراتهم السمعية ضئيلة،  فهم أكثر قدرة على التركيز البصري والحركي واستخدام اليدين".


ومن جانبه قال يان كاسبرز المدرب من المجلس الثقافي البريطاني:"ان الرسوم المتحركة ليست خدعة تعُلم في لحظة،وانما هي حرفة ترتكز على مجموعة من المهارات. وللحصول عليها لا بد من رعايتها ضمن مساحة من الوقت،حيث يمَكَن هذا النشاط طلاب وطالبات الصم من التعامل مع أفكارهم بأيديهم ليلاحظوا العالم من حولهم وخلق عوالم حقيقية خاصة بهم".


وأضاف بأنه"سعيد بالشراكة مع مدرسة الصم في جمعية الهلال الاحمر،متمنياً أن يستمر هذا التعاون لسنوات قادمة،حيث نسعى جميعاً من وراء هذا النشاط الى تطوير برامج تدريبية للرسوم المتحركة في فلسطين، بناءً على مبادرة من المجلس الثقافي البريطاني".


يذكر أن هذا النشاط يساعد على إثارة القضايا المتعقلة بذوي الاعاقة، وبخاصة الصم، وتطوير قدراتهم الابداعية،اضافة الى تسليط الضوء على الصعوبات الابداعية والمهنية التي تواجهها هذه الفئة.
انتهى.
.