الرئيسية » قصص انسانية »
18 آب 2014

أم وأربعة أطفال أنقذهم الهلال الأحمر الفلسطيني في الدقائق الأخيرة

رائد النمس


رضا أبو عاصي )24 عاماً)، أرملة ترعى أربعة أطفال، بعد وفاة زوجها منذ عامين، كانت تعيش في منطقة "الزنة" في بلدة بني سهيلا شرق خان يونس، تحاول جاهدة تربية أطفالها الصغار وسط حالة من الفقر وسوء الوضع الاقتصادي.


لم تكن رضا تعتقد بأنها ستعيش مأساة أشد قسوة من وفاة زوجها في منتصف شهر رمضان الماضي،عندما كانت تعد الطعام لأطفالها، حيث انهالت القذائف الإسرائيلية على منطقة سكناهم، دون سابق إنذار، مخلفة الشهداء و المصابين.


تقول رضا "شعرت بخوف شديد على أطفالي، فصوت القصف كان قويا، وبدأ صغاري بالبكاء و العويل بعد إصابتهم بالهلع، ضممتهم إلى صدري وأنا لا اعلم ماذا افعل خاصة وإنني اسكن وحدي معهم في بيتنا الصغير" .


وتتابع بصوت واهن: "حاولت طمأنة الأطفال وتهدئة روعهم، ولكن القذائف التي كانت تنهمر علينا كالمطر، كانت تدب الرعب في قلوبهم أكثر فأكثر، فأكبرهم يبلغ من العمر تسعة أعوام، وأصغرهم ثلاثة، انطلقنا إلى زاوية البيت، ووضعت يدي على رؤوس أطفالي، محاولة حمايتهم، لقرابة النصف ساعة" .


ووسط حالة الصراخ و الخوف، أمسكت رضا هاتفها النقال بيد مرتعشة وطلبت الرقم 101،وهو رقم الإسعاف التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني ، أخبرتهم بعدم قدرتها على الخروج من المنزل، والركض بأطفالها الأربعة، وطلبت منهم المساعدة حتى لا يقع مكروه لأبنائها الذين أنهكهم البكاء.


دقائق واستجابت احدى سيارات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر لنداء رضا، ووصلت إلى منزلها رغم القصف المتواصل والعنيف، وقام ضباط الإسعاف بنقلها وأبنائها الخائفين إلى سيارة الإسعاف و انطلقوا بهم مسرعين من المكان الذي امتلأت سماؤه بالدخان وفاحت منه رائحة البارود والدم.


تتذكر رضا ذلك الموقف فتقول: "لا يمكن أن اصف لكم حجم سعادتي رغم حالة الرعب التي كنت أعيشها ، عندما سمعت بوق سيارة الإسعاف، وكم شعرت بالاطمئنان وأنا أرى رجال الإسعاف يحتضنون أبنائي ويخلونهم من المنزل الذي أصبح غير آمن على حياتنا ".


وتضيف: " بعد اقل من ساعة من نقلنا إلى إحدى مدارس خان يونس , الى جانب العشرات من أهالي المنطقة، علمت بان بيتنا أصابته قذيفة، وأحالته إلى ركام، وقد أصابني هذا بخوف جديد ، فلو كنت بقيت في منزلي وقتاً إضافياً لأصابتنا تلك القذيفة ، وقتلتنا جميعا، ولكنني احمد الله على وصول طواقم الهلال الأحمر إلينا في الوقت المناسب وإنقاذ حياتنا ".


تعيش رضا منذ ذلك الوقت في إحدى المدارس التي جمعتها مع من بقي من أقاربها وجيرانها بصمت وانتظار لحين إيجاد حل لقضية نزوحهم الجماعي.


وتشير إلى ذلك بقولها: " الحياة هنا بلا شك صعبة للغاية، فقد تركنا ممتلكاتنا وملابسنا وحاجياتنا في المنزل الذي تم تدميره، ولكن ما تقدمه لنا جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني من طعام وفراش، وبرامج دعم نفسي لأطفالنا تساهم في التخفيف من معاناتنا، وتهون علينا صعوبة انتظار العودة إلى منزل آمن يجمعنا من جديد ".