الرئيسية » قصص انسانية »
09 تموز 2014

سلةُ الأملِ المُتنقلة

في غرفة صغيرة في مركز ريادة، في بلدة السيلة الحارثية الواقعة غربي مدينة جنين، ينطقُ الأشقاء سجود وقيس ويزن، حروفهم الأولى، بمساعدة اختصاصية علاج النطق في برنامج التأهيل المتنقل التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، إيمان حمدان.


وباستخدام أدوات مساعدة كالألعاب، تبذل إيمان وتساعدها المتطوعة أماني الفاري جهدا كبيرا مع الأطفال، لتعليمهم النطق السليم للحروف الكلمات، والقدرة على التواصل، لأنهم يعانون من تأخر لغوي ما بين المتوسط والشديد.


وحالها حال الكثيرين من روّاد هذا البرنامج، سمعت والدة الأطفال الثلاثة عن الخدمات التي يقدمها برنامج التأهيل المتنقل، وقصدته فور وصوله بلدتها السيلة الحارثية، لترصد والعاملين فيه حروف العربية وهي تنطلق من أفواه أطفالها.


وفي غرفة أخرى ليست ببعيدة، كانت اختصاصية العلاج الوظيفي سماء ستيتي، تبذل جهودا أخرى مع الطفل محمد إياد، الذي يعاني شلل دماغي، عن طريق تمرينات التوازن، والعضلات، إلى جانب أنشطة ترفيهية أخرى.


وفي ذات الوقت تساعد سماء، ياسمين جبارين وزميلاتها من طالبات العلاج الطبيعي من الجامعة العربية الأمريكية في جنين، في تحسس خطواتهن العملية الأولى في مجال العمل مع الحالات، إلى جانب إشراكهن في زيارات منزلية لبعض الحالات في المنطقة الغربية من جنين.


وفي الحديقة الخارجية كانت الاختصاصية النفسية عفاف علاونة، تناقش مع ذوي الأطفال برنامجاً وضعته، يتضمن عددا من اللقاءات التي تشمل دعماً نفسياً للأمهات، من أجل التكيف مع المشوار التأهيلي لأطفالهن.


وتشير علاونة إلى أنه في كل بلدة يحط فيها البرنامج، وطوال أشهر تواجده، يتم تشكيل مجموعات دعم نفسي من الأسر والعائلات، تتضمن تدريبات على التفريغ النفسي، إلى جانب الاستماع إلى الاستشارات الفردية.


ويقول حفظي جبر، منسق برنامج التأهيل المتنقل في محافظ جنين، إلى أن البرنامج يعمل في قرى المنطقة الغربية من المحافظة، وهي الطيبة وزبوبا ورمانة وكفر ذان واليامون والسيلة الحارثية، ويستقبل عشرات الحالات في كل بلدة يقصدها.


وأشار إلى أن البرنامج يقدم للمواطنين خدمات العلاج الطبيعي والوظيفي والنطق والتربية الخاصة إلى جانب مجموعات الدعم النفسي والتوعية، مصحوبا بالعديد من الأنشطة الترفيهية التي تستهدف ذوي الإعاقة وذويهم.


ولفت جبر إلى أن المدة الزمنية للبرنامج المدعوم من الصليب الأحمر الإسباني في كل قرية يعتمد على واقعها، وعدد الحالات الموجودة فيها، تتراوح بين ال، 6-8 أشهر، تتضمن زيارات منزلية ولقاءات جماعية.


بدورها أشارت شهد الطويل، منسقة المشروع، أن برنامج التأهيل المتنقل ومنذ انطلاقته في شهر حزيران 2013، قدم خدماته لنحو 353 منتفعا من المنطقة، بمجموع جلسات يقارب 5100 جلسة، وقامت بتوزيع ما يقارب 50 أداة مساعدة مثل "السماعات الطبية والعكازات والكراسي المتحركة.


وحيثٌ يحط البرنامج، يحطُ الأمل وفق ما أكده رئيس بلدية سيلة الظهر، وائل جردات، مشيراً إلى أن المجلس يقدم كل الدعم والمساندة لهذا البرنامج الذي يساهم في كشف وتقييم العديد من الحالات التي تستوجب الدعم والعلاج.