الرئيسية » قصص انسانية »
16 آب 2012

متطوعو الهلال الأحمر يحيون تقاليد المسحراتي في أزقة وحواري الخليل

"يا أهل الخليل.. رمضان كريم.. رمضان جاي يزوركوا، أصحوا على صحوركم.. يا نايمين وحدوا الله.. يا غافلين اذكروا الله.. يا قائمين وحدوا الله، سبحان الله شهر الخير حل ضيف عليكم.."، مجموعة من عبارات أطلقها متطوعو الجمعية في شوارع الخليل مع اقتراب موعد السحور في شهر رمضان المبارك.


تتدفق الأنشطة التطوعية الإنسانية الهادفة ذات الصلة بالترابط الإجتماعي والثقافي بين كوادر الهلال الأحمر الفلسطيني في كل لحظة من اللحظات، وتشهد أزقة وحواري الخليل في كل يوم عملاً مميزاً يضاف لسجل إنجازات دائرة الشباب والمتطوعين التابعة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.


المسحراتي الفلسطيني ذاك الشخص الذي كان يطرق أبواب الحارات في شهر رمضان فيما مضى. اليوم، ومنذ بداية الشهر الفضيل وللسنة السادسة على التوالي، يقوم فريق من متطوعي الجمعية بإعادة إحياء هذا التقليد، حيث انطلقت هذه الفرق منذ اليوم الأول لرمضان المبارك تحمل الطبول والدفوف والصنجات لتواصل احياء الطقوس والفعاليات التي ارتبطت بالشهر الفضيل بشقيه الديني والتراثي الاجتماعي المرتبطين بعادات الشعب الفلسطيني.


من جانبه، عبر جودت المحتسب، منسق المتطوعين في الجمعية، عن سعادته لمعانقة هلال الجمعية لهلال رمضان في فعالية تواصلت لمدة ست سنوات على التوالي بجهود أبناء الجمعية المعطائين وكوادرها المميزة، من جهة، وبفضل ترحيب مواطني الخليل لمثل هذه الفعاليات التي اصبحوا ينتظرونها عاماً بعد عام، من جهة أخرى. مؤكداً على الدور الذي تلعبه ادارة الجمعية في المقر العام، وفي فرع الخليل، في دعم أنشطة المتطوعين في الخليل، إيماناً منهما بأهمية الحفاظ على التراث الفلسطيني.


ويحافظ أعضاء فريق المسحراتي التطوعي على بسمتهم الدافئة تجاه مبادرتهم، التي تكبر عاماً تلو العام، حيث قال المتطوعان انس الناظر ديب التميمي، وهما من اعضاء فريق المسحراتي:" إن ما يميزنا في هذا العمل هو أن فكرة المسحراتي بدأت كمبادرة، وكنا لا نزيد على خمسة أشخاص في اول يوم من شهر رمضان قبل ست سنوات، واليوم اصبحنا فريقين كل فريق يتكون من 20 متطوعا مواصلين مبادرتنا التي نلمس نتائجها في كل ليلة يستقبلنا فيها المواطنون بالعصائر والحلويات، وطلبهم الدائم لنا بزيارتهم كل ليلة".

 

وقال الحاج سميح أبو عيشة، أمين سر المكتب التنفيذي للجمعية ورئيس فرع الخليل: "إن سياسة الجمعية التي يعتبر التطوع مبدأها الرئيس تشجع المبادرات الشبابية الهادفة. ولعل التميز الذي يحظى به متطوعو الجمعية في الخليل هو النشاط الدائم، والمبادرات الفريدة والالتزام الحقيقي، ما يجعلنا ندعم الأعمال جميعها التي يقومون بها، والتي يشعر المواطن في الخليل بأهميتها. ليس هذا فحسب، بل اصبح المواطنون والمؤسسات يشجعوننا ويشدون على أيدينا للاستمرار بمبادرتنا هذه، الأمر الذي يدفعنا للاعتزاز بكوادرنا العاملة والمتطوعة".


يقول المواطن علاء الزغير، وهو من سكان منطقة حي الجامعة في الخليل:" إن عمل المسحراتي أصبح اليوم يمزج القديم بالحديث، من خلال الحديث الممتع لفريق الهلال الأحمر الفلسطيني، الذي يشاركنا في فتره صحورنا، بل واصبح اطفالنا يقفون على النوافذ لمشاهدتهم، ونشاهد البعض يستوقفهم لالتقاط الصور معهم".


فيما عبر المواطن هاني الناظر، وهو من سكان ضاحية الرامة، عن اعتزازه بالمسحراتي الذي يذكره بحارات البلدة القديمة. "وأنتهزها فرصة لأشكر أبناءنا متطوعي الهلال الأحمر الذين اعادوا لنا هذا التقليد المحبب الى نفوسنا، بل وساعدوا على الحفاظ على هذه العادات ونقلوها إلى أبنائنا الصغار الذين لم يشاهدوا عمل المسحراتي من قبل".