الرئيسية » قصص انسانية »
27 آذار 2012

فلسطين تتحدى الإعاقة .. قصة من الهلال الأحمر

خالد درويش أحمد / منسق إعلامي
نتحدث عن قصه نجاح تمت في الهلال الأحمر الفلسطيني، لاسيما ونحن نحتفل باليوم العالمي للمرأة فكان لزاما علينا أن نسلط الضوء على هذا النموذج كأحد نماذج نجاحات المرأة الفلسطينية والتي اختارتها إذاعة وراديو الشمس في مدينة الناصرة لتكون شخصية العام 2012 في قطاع غزة وذلك خلال استضافتها في صالون نون الأدبي في مدينة غزة .

 

إنها دلال التاجي، وهي فتاه فلسطينية استطاعت أن تغير مجرى حياتها كطائر العنقاء الذي يخرج من بين الرماد ليولد من جديد ، وبفضل عزيمتها وإصرارها استطاعت أن تحجز لنفسها مقعدا في ركب المبدعين والمتفوقين رغم الإعاقة والحرمان ومرارة فقدان الأهل لتحصل بعدها على أعلى الشهادات وتصبح نبراساً يحتذى به.

 

ولدت دلال فاقدة لنعمة البصر وعندما كبرت وجدت نفسها يتيمة الأبوين وبلا أسرة مثل بقية الأطفال حيث كانوا جميعاً ضحية للحرب الأهلية المجنونة في لبنان التي جرت عام 1975 حين تم العثور عليها بجوار احد البيوت المهدمة وعمرها لم تجاوز العام إلى أن تلقفتها جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني من يد احد الخيرين الذي سليمها لمستشفى عكا التابع لها في بيروت.

 

وعندما بلغت هذه الطفلة الخمسة أعوام تم إرسالها إلى مدرسة الإنجيلية للمكفوفين في بيروت ولما اشتد عودها وأصبحت في العاشرة من عمرها ألحقها الهلال الأحمر بمدرسة النور والأمل للمكفوفين في القاهرة إلى أن أنهت دراستها الثانوية في القاهرة في العام 1995 وهو العام ذاته الذي عادت به إلى ارض الوطن وتحديدا مدينة خانيونس حيث التحقت على الفور بجامعة الأزهر في غزة لتتخصص باللغة الإنجليزية.

 

لم يقف طموحها عند هذا الحد... بل كان بحذوها الأمل للحصول على بعثة أو منحة تسافر من خلالها لاستكمال تحصيلها العلمي و كان لها ما أرادت ففي عام 2002م تقدمت للحصول على منحه لدارسة الماجستير لتنتظم فيما بعد في صفوف طلبة جامعة ادنيرا في بريطانيا وتحصل على درجة الماجستير في علوم الإنسان والعلوم الاجتماعية وكان سبب اختيارها لهذا التخصص هو علاقته بتنمية المجتمع .

 

دلال التاجي مثلها الأعلى هو د. جين كالدر المتطوعة الاسترالية التي احتضنتها وربتها وتعتبرها آمها بكل ما تحمل هذه الكلمة من معاني ،أما الهلال الأحمر الفلسطيني بالنسبة لها فهو السكن والكيان وهو الملجأ والحضن الدافئ الذي لولاه ما وصلت إلى ما وصلت إليه ، في حين تعتبر دلال الدكتور الراحل فتحي عرفات مؤسس الهلال الأحمر الفلسطيني الأب الروحي لها .

 

تشغل دلال حاليا منصب رئيس قسم التعليم المستمر في كلية تنمية القدرات التابعة للهلال الأحمر في خانيونس منذ العام 2004م ، وتتمنى أن تواصل مسيرتها التعليمية للحصول على شهادة الدكتوراه فهل يتحقق بقية حلمها هذا ؟