كَتَب علي عبيدات
"أصبَحتُ أساعِدُ إخواني في المَنزِل، أتفَهمُ أصدقائي وزملائي، تحسَنَت علاقتي مع أساتذتي، فتَحَسن تحصيلي العلمي، وصرتُ قياديا في مجتمعي"، بهذه الكلمات لخص الطفل باسل دياب، من قرية الفندق في الضفة الغربية حاله بعد استفادته من برامج الصحة النفسية في جمعية الهلال الأحمَر الفلسطيني.
وأضاف الطالب في الصف السادس في مدرسة الفندق الأساسية: "بتنا نتفهَم بعضنا أكثر، في البيت وفي المدرسة، وأصبحت المشاكل أصغر، وثقة أهلي بي زادت، واعتمادهم علي بات أكثر، وعلاقتي مع الجميع باتت جيدة".
وأشار باسل الذي استفاد من برنامج الدعم النفسي المبني على المدارس الأساسية، الذي تنفذه الجمعية بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم:" صرت أوفق بين دراستي وأنشطتي الأخرى، وأدرس في وقت مبكر لتتاح لي الفرصة لأشاركْ بالأنشطة الأخرى، وهذا ما زاد من تحصيلي العلمي".
وقال: "شاركت في برنامج الدعم النفسي وأنشطته التي تنشر التسامح والمحبة من خلال اللعب، وأحببت الورش، وأصبحنا نحكي عن مشاعرنا من خلال الرسم والرياضة".
ولفت إلى أنه بعد ذلك شارك في برنامج اليافعين الذي ينفذه برنامج الصحة النفسية في قلقيلية وطولكرم، مشيرا إلى أن مشاركته دفعته لأن يصبح قائدا في الصف، والمدرسة، والحارة، وأصبح ينسق لأنشطة مجتمعية في بلدته.
المدرسَة صارت أجمَل
حال باسل انطبق على عشرات الطلبة المستفيدين من برنامج الدعم النفسي المبني على المدارس الأساسية، الذي تنفذه الجمعية في المدرسة منذ ست سنوات، تنشر المحبة بين الأطفال وتعزز التواصل والتفاهم بينهم.
وهو ما أكده زميل باسل، الطالب عبد الله عودة الذي قال: "الهلال نشر المحبة والتعاون بيننا، كنا نلعب وإحنا مبسوطين، عزز صداقتنا، ونشر التفاهم، الهلال دعمنا بأشياء منيحة كثير، ويا ريت يستمر الدعم لأنا مبسوطين".
زميلته منى بليه أكدت أن برامج الهلال النفسية جعلتها وزملائها أكثر راحة في البيت والمدرسة، وقالت: "الهلال ساعدنا في التسامح والتعاون، ورغبنا في المدرسة أكثر، وفي الدراسة أكثر أيضا، وأصبح أهلنا من رواد المدرسة دائما".
العائلة صارت سَعيدة
دور الأهل في البرنامج بات واضحا من خلال ما عبر عنه والد باسل، محمد دياب، قائلا: "الهلال أكسَب الأطفال ثقة متميزة بأنفسهم، ونشر بينهم التعاون والتفاهم، وصارت علاقتي مع أبنائي علاقة أصدقاء، وأصبحنا نحاصر أي مشكلة مهما كانت كبيرة".
وأضاف: "تحصيل باسل العلمي بات ملموسا وهو يسير نحو الأفضل، وعلاقته مع أصدقائه أيضا، وأصبح ينسق بين مفاصل حياته بشكل مميز، ودوره القيادي في المنزل ظهر بشكل جلي، وبتنا نعتمد عليه كثيرا".
وقال دياب: "البرنامج ساعد باسل في أن تصبح شخصيته أقوى، وزاد من ثقته بنفسه، وصرت أراه سعيدا ما انعكس على نفسيته والأسرة بشكل واضح".
وهو ما أكدته والدته بالقول: "شخصيته تغيرت، صار يحب يساعد، وأصبحَ لديه ميلاً للمساعَدَة، يأخذ رأينا في مختلف الأمور، ومعدلاته صارت أعلى، وزادت موهبته في التعبير عن نفسه، وأصبح يتدخل ايجابيا لحل مشكلات أصدقائه الآخرين".
وتورد والدته مثلا فتقول: "أصبحنا الآن نعتمد عليه في الخروج لوحده، والتنقل بين المدن، حيث نعتمد عليه في الذهاب إلى مدينة قلقيلية، وأخذ زمام بعض الأمور في المنزل، الهلال عزز ثقته بنفسه، وعزز ثقتنا به أيضا".
الأساتذه مرتاحون
مدير مدرسة الفندق الأساسية، عزيز قشوع، أكد على نقطة التفاهم الواضح بين الأساتذة وطلابهم، بعد سنوات من استفادة الجميع من برنامج الصحة النفسية، قائلا: "تعاملت مع الهلال لمدة ست سنوات، ولمسنا كل ايجاب من قبل هذا البرنامج".
وأضاف: "تعامل المعلمين مع الطلاب أصبَحَ أفضل، والعكس صحيح، وعلاقة الطلبة فيما بينهم أيضا، والبرنامج جَسَرَ الهوة بين الطالب والمدرسة، وبين الطالب وزميله، والملاحظ أيضا تحصيل علمي أفضل ونتائج أكاديمية جيدة".
ولم ينس قشوع أن يشير إلى تعاون الأهل الذي صار أفضل بالقول: "البرنامج أيضا قرب العائلة من المدرسة، وأداء الأهل أصبَحَ أفضل، وباتوا متعاونين أكثر".
الدَعم مُستمِر
الاختصاصية ناهدة اشتيوي، المشرفة على برنامج الدعم النفسي المبني على المدارس الأساسية، أكدت أن الهلال لم يتوقف عنده فقط، بل طوره، وأشرك الطلبة المستفيدين منه، في برنامج آخر هو برنامج اليافعين بالتعاون مع التربية والتعليم والمجتمع المحلي.
وأضافت: "طرق البرنامج أبواب المدارس، وأيقظ مواهب الطلاب الدفينهة، نشر التسامح والمحبة بينهم، وما مدرسة الفندق إلا واحدة من عشرات، يساهم الهلال في رسم البسمة على وجوه طلابها في الضفة الغربية وقطاع غزة".
وأشارت إلى أن البرنامج يركز على نشر التعاون والتسامح بين الطلاب عن طريق سلسلة من ورش العمل والحلقات القائمة على اللعب والفنون، إلى جانب إشراك الطلبة في قيادة وصنع أنشطة مجتمعية في حاراتهم وبلدتهم.
وقالت اشتيوي: "الهدف من البرامج التي نقدمها هو أن يصبح هؤلاء الطلاب قادة ومتطوعين لخدمة مجتمعهم".
إضاءَة !!
برنامج الصحة النفسية المبني على المدارس الأساسية، تنفذه الجمعية بدعم من مؤسسة "ايكو"، وبالشراكة مع الصليب الأحمر الدينماركي،والفرنسي، والإيطالي، والإيسلندي، وبالتعاون مع مديريات التربية والتعليم.
ويقوم البرنامج الذي تنفذه الجمعية منذ العام 2002، على ورش نفسية تنفذ مع أطفال المدارس، من عمر 10-15 عاما، مكونة من عشرين جلسة، تهدف لتطوير التعاون بين الأطفال، وقدراتهم على التعبير، وتطوير قدراتهم على الإصغاء، والتسامح، واللعب ذمن بيئة آمنة.
ويستفيد من البرنامج الذي ينفذ في المناطق المهمشة والمتضررة من الجدار والاستيطان، في القدس والخليل وقلقيلية وطولكرم والخليل ونابلس وجنين وطوباس وقباطية، أكثر من ثلاثة آلاف طفل سنويا.