الرئيسية » قصص انسانية »
31 كانون الأول 2011

متطوعو جمعية الهلال الأحمر: التطوع عطاء لخدمة " الإنسانية "

غزة_ دعاء عابد
دَفَع حب الإنسانية والعمل التطوعي، هالة شقورة (25عاما) لتمنح ساعات عدة من وقتها يومياً تَقضيها متطوعة في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، وتشارك في العديد من الأنشطة والفعاليات التي تنفذها الجمعية.


وقالت شقورة، المتطوعة منذ خمس سنوات:" أحب العمل المجتمعي خصوصاً الأنشطة ذات الطابع الإنساني، وأشعر بالفرح عندما استجيب لاستغاثات المواطنين وقت وقوع الكوارث الطبيعة منها وغير الطبيعية"، مستذكرة مشاركتها في إغاثة المواطنين خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة.

 

بدايات هالة
وحول بدايات فكرة العمل التطوعي لديها قالت: " كنت طالبة في الجامعة وتوجهت للهلال الأحمر الفلسطيني ليساعدونا في تنظيم يوم طبي مجاني في الجامعة فاستجابوا سريعا، ورأيت عَمل الفريق فأعجبني أداءه، واتجهت فورا لانضم لهؤلاء الشباب الذين يعملون كفريق دون كلل".


وتتابع :" شاركت في دورات عدة لأكون مؤهلة في أداء العمل التطوعي، وتعلمت كيف أكون قيادية وأعمل بروح الفريق لأساهم برفع جزء من المعاناة لمن يحتاجني، حيث جعلتني لقاءاتي بالأسر المحتاجة أشعر بحاجتهم الماسة للمساعدة " , مشيرة إلى أن التطوع نافذة للتواصل مع الآخرين والعمل ضمن فريق يولد روح التعاون والثقة بالنفس والتواضع ويزودُ بالخبرات الحياتية.

 

مشاركة المجتمع
وبدوره يرى محمد شقليه (27 عاما) أن العمل التطوعي يساعده على المشاركة المجتمعة وتطوير قدراته، وتنمية معارفه، مشيراً إلى أنه أختار الهلال الاحمر الفلسطيني لأنه يقدم الخدمات الإنسانية اللازمة للمواطنين دون تحيز.

 

ويؤكد أن المتطوع هو "إنسان قادر على العطاء" ، شارحاً بدايته مع التطوع بالقول:" بدأت بطلب عضوية وشاركت في دورات عدة بالعمل الميداني في دائرة الكوارث، وفي تدريبات عدة تؤهلني للعمل التطوعي في الجمعية،حتى أصبحت مدربا ومنسقا للمتطوعين في قطاع غزة ".

 

قصص التطوع
و عن أكثر المواقف التطوعية تأثيرا في نفسه يقول: " ذهبت مع زملائي لتقديم المساعدة لعائلة كانت تسكن في بيت من ثلاثة طوابق خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة، وجدناهم رجلا وامرأة وأربعة أطفال، جالسين على ركام البيت، يأكلون خبزا و زيتونا، رفضوا مساعدتنا وقالوا لنا أن هناك من هم بحاجة ماسة لهذه المساعدة أكثر منهم مشددين" ربنا برزقنا "، وأبلغونا أن جيرانهم بحاجة أكثر منهم لهذه المساعدة، وشعرنا في ذلك الوقت بأهمية التضحية والعمل من أجل تقديم الخدمة الإنسانية لمن يطلبها .
و روى شقلية قصة أخرى قائلا:" قبل فترة كنت في مدينة رفح، وفقدت أوراقي الخاصة والنقود التي أملكها، فرآني سائق تاكسي، طلبت منه أن يقلني للبيت، وبعد أن أوصلني رفض أن يأخد الأجرة، فسألته عن السبب، فقال لي: قبل سنتين قدمت لي مساعدة وكنت بأمس الحاجة لها وجاءت لحظة رد هذه المساعدة".


لجان التطوع في قطاع غزة:
وتنشط ضمن برنامج الشباب في قطاع غزة، خمس لجان تطوعية في خمس محافظات( شمال غزة،غزة،المنطقة الوسطى، خانيونس، رفح)، ويبلغ عدد المتطوعين في قطاع غزة 4700متطوع من كلا الجنسين، منهم 600 متطوع مدرب بشكل كامل.

 

تطوير الكادر:
ويشارك المتطوعون في الجمعية في دورات أساسية، تساعدهم على المساهمة في تقديم الخدمات بشكل أفضل، وتضم الدورات: نشر وتعميم المعلومات، الإسعافات الأولية، القانون الدولي الإنساني، وبعد ذلك يختار المتطوع المكان الذي يود التطوع به.


فإذا اختار قسم وحدة الكوارث، أو الاسعافات الاولية، يجب أن يخضع لدورات أخرى مثل : إدارة مواجهة الكوارث، التقييم "الخطوط التوجيهية للتقييم السريع"، ودراسة الإمكانيات والفئات المهمشة، والوحدة الطبية المتنقلة، والمستشفى الميداني المتنقل، وإدارة المخيمات، وتقييم الأضرار والتوزيع الاغاثي، والتوعية من مخاطر الألغام، وإعداد القيادات الشابة، والدعم النفسي والمجتمعي.

و يطمح برنامج المتطوعين دائما لتطوير الكادر البشري فيه وتفعيل دور المتطوعين في الجمعية والاستفادة من خبراتهم.