الرئيسية » قصص انسانية »
11 تشرين الثاني 2010

قسم العلاج الفيزيائي في مستشفى صفد: أجهزة حديثة وخدمات متطورة بهدف اعادة التأهيل الصحي والاجتماعي

منذ النصف الأول من عقد السبعينات في القرن الماضي، أقامت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني “مركز الرملة للتأهيل والعلاج الطبيعي” تحت شعار "الجريح المؤهل في خدمة الجريح المصاب".

واستقبل المركز منذ إنشائه، في مجمع عكا الطبي ببيروت، آلاف الجرحى والمعوقين وذوي الاحتياجات الخاصة، من أبناء الشعبين الشقيقين: اللبناني والفلسطيني، حيث كانت تجري معالجتهم وإعادة تأهيلهم صحياً واجتماعياً، على أيدي الاختصاصيين والفنيين العاملين في المركز والجمعية.

وبالنظر الى ازدياد حالات الإعاقة والإصابات الناجمة عن الحروب، والاعتداءات الإسرائيلية، في مختلف المناطق اللبنانية والمخيمات، فقد تم استحداث عدة مراكز متخصصة في التأهيل والعلاج الطبيعي، في مختلف المستشفيات والمراكز الصحية التابعة للجمعية في لبنان، بدعم من بعض المؤسسات العربية والأجنبية الصديقة. ومن بين هذه المراكز “قسم العلاج الفيزيائي” في مستشفى صفد، الكائن في مخيم البداوي - طرابلس.

لقد تم تأسيس هذا القسم في مطلع العام 1993م، بالتعاون مع منظمة التضامن السويدي-الفلسطيني (PGS)، وهي منظمة غير حكومية تعنى بتقديم الخدمات الإنسانية الملحة لأبناء الشعب الفلسطيني، في الداخل والشتات. وقد بدأت العمل في منطقة لبنان الشمالي، مع انتهاء الحرب الأهلية المؤسفة في العام 1991، وكانت تركز على الخدمات الصحية والتأهيلية، للمرضى والمحتاجين من أبناء المنطقة.

ويعمل في القسم حالياً كادر مؤهل،من ذوي الكفاءة العالية في المجالين العلمي والعملي، لمعالجة وإعادة تأهيل المرضى والمصابين، من أبناء مخيمي نهر البارد والبداوي، وكل محتاج، دون تمييز. ويوفر القسم الخدمات الضرورية في الحالات التالية:

مشاكل الرقبة والديسك، آلام أسفل الظهر، الكسور باختلاف أنواعها ومواقعها، الإعاقات، مشاكل العمود الفقري، الإصابات الرياضية، العلاج قبل وبعد العمل الجراحي داخل المستشفى، إضافة الى الاستشارات الفيزيائية والتأهيلية الأخرى.

وقد تم استحداث فرع خاص للجلطات الدماغية للاشراف ومتابعة اوضاع المصابين، عبر زيارات منزلية مبرمجة، مع الحرص على تدريب الأهل وتعليمهم على كيفية التعامل مع الشخص المصاب، بهدف تحسين وضعه الصحي، وإعادة تأهيله في البيت والمجتمع. وتشمل الزيارات المنزلية أيضاً المرضى الذين خضعوا لعملية تركيب مفصل اصطناعي في الورك أو الركبة، ممّن لا يستطيعون الوصول الى المستشفى، حيث تتم معالجتهم في المنزل بمعدّل ثلاث جلسات اسبوعياً، دون أي كلفة مادية على المريض وذويه. كما يتم توفير الأجهزة المساعدة للمرضى والمحتاجين مثل العكاكيز وفرشات المياه والكراسي المتحركة وغيرها، حتى يتمكنوا من التغلّب على حالات الإعاقة في أجسادهم.

اما معّدل الحالات التي تقصد قسم العلاج الفيزيائي في مستشفى صفد، فتتراوح ما بين 150 و 200 حالة، من الذكور والإناث شهرياً، ومعظمهم يعانون من مشاكل في الرقبة وآلام اسفل الظهر والعمود الفقري، حيث تتم معالجتهم، ضمن برنامج محدّد، وبتقنيات حديثة وعالية الجودة.
مجموعة المناصرة
ومن بين الأنشطة التي يوفرها قسم العلاج الفيزيائي للمعوقين وأصحاب الإصابات المزمنة، إنشاء "مجموعة المناصرة" التي تضم عدداً من المعوقين وذوي الاحتياجات الخاصة، من الذكور والإناث في مخيمات المنطقة وجوارها، المسجلين في هيئة الإعاقة الفلسطينية PDF، بهدف مساعدتهم على إيجاد فرص عمل لهم، في “الكافتيريا” التابعة للمجموعة، عند المدخل الرئيسي لمستشفى صفد، حتى يتمكنوا من الوصول الى الاستقلالية التامة في حياتهم، مثل أفراد المجتمع.

ويعمل قسم العلاج الفيزيائي، بالتعاون مع إدارة مستشفى صفد، على عقد اجتماعات دورية لأعضاء مجموعة المناصرة، للإطلاع على اوضاعهم، ودراسة احتياجاتهم الخاصة والعامة، وتوفير الظروف المناسبة لمساعدتهم في مختلف المجالات. كما يقوم القسم بتنظيم دورات تدريبية خاصة لأعضاء المجموعة حتى يتمكنوا من تحقيق أهدافهم المادية والمعنوية، وإعادة تأهيلهم ودمجهم في الأسرة والمجتمع، بشكل عام.

أنشطة أخرى مكمّلة
ويتعاون قسم العلاج الفيزيائي في مستشفى صفد مع مركز التأهيل المجتمعي "CBR" على دعم وإعادة تأهيل الأطفال المعوقين داخل المجتمع، حيث يتم التركيز على توفير الاحتياجات الضرورية لهم، والعمل على تدريبهم، صحياً واجتماعياً، وفق برنامج محددّ يراعي النواحي العمرية، والقدرات العقلية والجسدية لكل منهم. وهذا يتطلب متابعتهم في مختلف أماكن تواجدهم، والإشراف على شؤونهم في مراكز التدريب والمنازل.
كما يعمل القسم على تنظيم دورات رياضية للنساء، بهدف وقايتهن من آلام الظهر والرقبة ومشاكل السمنة والترهل. إضافة الى برنامج خاص لتدريب الفتيات اللواتي يعانين من انحناء في العمود الفقري. ويواكب كل هذه الأنشطة إقامة ورشات عمل وتنظيم محاضرات صحية وتثقيفية للأهالي من مختلف الأعمار، مع تركيز خاص على العاملين في النوادي الرياضية للوقاية من الإصابات في الملاعب، وما يمكن أن ينتج عنها من مشاكل وإعاقات.