الرئيسية » قصص انسانية »
20 حزيران 2011

على الخطوط الأمامية لخدمات الرعاية الصحية في فلسطين مستشفى جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني: المركز العصبي لنشاطات الجمعية في القدس الشرقية

بقلم: سايمن ديلورم – متطوع في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني

حركة السير خفيفة عصر اليوم (الخميس) في شوارع القدس بينما تسير بنا السيارة في أحد الأحياء الفلسطينية القديمة في المدينة، حيث المحال التجارية مفتوحة والأطفال يتجولون في الشوارع، بينما يحث الكبار الخطى عائدين من أعمالهم إلى بيوتهم. وثمة قدر من التشابه بين معظم بيوت حي الصوانة من جهة أساساتها الحجرية وارتفاع طوابقها ومظهرها الجمالي، بيد أن مقصدنا اليوم يختلف عنها بعض الشيء، إذ تزين إحدى واجهاته شارة كبيرة للهلال الأحمر. ها نحن قد وصلنا إذاً إلى مقر مستشفى جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في مدينة القدس.


تأسس المستشفى في عام 1953 وهو من أبرز المؤسسات الصحية في مجالي الأمومة وطب النساء في الأراضي الفلسطينية. وقد انتقل المستشفى في عام 1995 من مقره الأصلي في البلدة القديمة إلى مبنى في القدس الشرقية كان يضم فندقاً فيما مضى.
واستقبلنا في المستشفى السيد محمود عليان، المدير الإداري، وأطلعنا بالتفصيل وبلغة إنجليزية لا يشوبها شائبة على مراحل توسع نشاطات المستشفى خلال العقد المنصرم، مشيراً إلى أن المستشفى بات يضم حالياً قسماً لطب النساء والولادة، وعيادة لطب الأسنان وأخرى لطب الأطفال ووحدة عناية مكثفة للأطفال حديثي الولادة، كما أنه يقدم خدمات المختبر والأشعة على مدار الساعة. وأضاف بأن جزءاً من عمل المستشفى يتمثل في إجراء فحوص السمع والنظر والمهارات، وفي تقديم اللقاحات للأطفال والكبار على حد سواء وبالمجان.


وحدّثنا السيد عليان مطولاً عن أهمية المستشفى، التي ما انفكت تزداد ضمن شبكة المستشفيات العاملة في القدس الشرقية، إذ بات المستشفى يغطي سكان القدس الشرقية والعمال والموظفين الأجانب وسكان القرى المصنفة "ج" كأبو ديس والعيزرية وسكان الضفة الغربية الذين يحتاجون إلى رعاية خاصة، وأشار إلى أن متوسط عدد حالات الولادة في المستشفى ارتفع خلال العقد المنصرم من 200 حالة إلى ما يربو على 300 حالة في أوقات الذروة. وفاخر السيد عليان مؤكداً أن هذا المستشفى ذو الأربعين سريراً، الذي يعمل فيه مائتا موظف، قد ساعد ما يربو على 150 ألف مريض وامرأة حامل على التعافي منذ عام 1953.


وبالإضافة إلى وظيفة المستشفى التقليدية، كمقدم لخدمات الرعاية الصحية، فإن مبنى المستشفى يضم كذلك مقر فرع جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في القدس الشرقية، مما يعني بأن السيد عليان هو أيضاً المدير الإداري لخدمات الإسعاف والطوارئ ولعيادة الولادة في البلدة القديمة. وأضاف السيد عليان قائلاً: "إن جزءاً من عمله يتمثل في التحقق من وجود القدر الأقصى من التنسيق والاتساق في العمل بين سائر مرافق الجمعية في القدس الشرقية".


ولكونها مهمة سيكون من الصعب تنفيذها في المستقبل، نظراً إلى نية الحكومة الإسرائيلية الاستيلاء على المبنى بغية ضم المنطقة إلى مستوطنة جديدة ستقام في قلب هذا الحي الفلسطيني، وهو أمر لا يسع السيد عليان وطاقمه التفكير فيه الآن وإنما ينصبّ تركيزهم على مواصلة توفير الرعاية الطبية لسكان هم في أمسّ الحاجة إلى خدمات جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.

 


قصة حقيقية

تعمل السيدة نادرة بشيتي، وهي أم لولدين، في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، ويشكل عملها هذا مصدر الدخل الوحيد لأسرتها بالنظر إلى المرض الحاد الذي يعاني منه زوجها. وبما أن السيدة بشيتي تقطن في منطقة "ج"، فإن عليها الحصول على تصريح من السلطات الإسرائيلية يتيح لها العمل في مدينة القدس، غير أن السلطات الإسرائيلية سحبت التصريح الذي تحمله بعد بضعة أيام من اعتقال الجيش الإسرائيلي ابنها (14 عاماً) وهو يرمي الجيش بالحجارة أثناء إحدى المظاهرات التي نُظّمت إحياءً لذكرى النكبة، فلم يعد بإمكانها التوجه إلى القدس والعمل فيها. وتعكف جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، بالتعاون مع شركائها كاللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة "أطباء لحقوق الإنسان" على التفاوض مع الحكومة الإسرائيلية كي تسمح للسيدة بشيتي مجدداً الدخول إلى مدينة القدس.