اختتمت جمعية الهلال الاحمر الفلسطيني اليوم بمقرها العام في البيرة،تدريبات في مجال الصحة النفسية الاجتماعية،شارك فيها 90طالباًوطالبة من الجامعات الفلسطينية.
وقد هدفت هذه الفعاليات التي تضمنتها خطة الطوارئ النفسية الاجتماعيةالتي استمرت لمدة عاماً كاملاً، الى بناء فريق من المتطوعين /ات قادرعلى تقديم الدعم النفسي الاجتماعي أثناء حالات الطوارئ، والعمل على إعادة الاستقرار النفسي للفرد،و نسج شبكات دعم اجتماعي بين أفراد المجتمع.
يذكر أن خطة الطوارئ هذه تم اعداها لتقديم الدعم والمساندة النفسية في حالات الطوارئ، وبخاصة في أوقات الحرب والكوارث الطبيعية، ينفذها فريق الدعم النفسي الاجتماعي التابع للجمعية، ويكون جاهزاً على الدوام للاستجابة باقصى فعالية للاحتياجات النفسية والاجتماعية.
ويعمل فرق الدعم النفسي الاجتماعي على تقديم الاسعاف النفسي الاولي وتعزيز الثقة بالنفس والشعور بالأمان بين الناس،وتقليل خطر إصابة الأفراد بمشاكل نفسية مستعصية مع مرور الوقت،بالاضافة الى المساعدة في اعادة استقراء العادات الاجتماعية والثقافية للمجتمع المنقطع عنها في مرحلة الطوارئ وأثناء الكارثة،والمساهمة في العمل من أجل تعافي أفراد المجتمع نفسياً واجتماعياً.
وقال د.فتحي فليفل مدير مركز المصادر في الجمعية:"إن السبب المباشر لتطوير خطة الطوارئ النفسية الاجتماعية فرضته ظروف الحياة اليومية والآثار النفسية التي يعاني منها الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال، وهذه الخطة هي محاولة لتصويب العمل النفسي الاجتماعي في حالات الطوارئ، من خلالها تقديم الخدمة للمنتفعين للحفاظ على سلامتهم وكرامتهم وحقوقهم في وقت الأزمات،و أننا لا يمكن أن نهمل الجانب النفسي في الحالات الطارئة، فالصحة الجسدية والنفسية متكاملان من أجل تحقيق التوازن الذاتي للإنسان".
وأضاف: " إن خطة التدريب تمر بأربعة مستويات تدريبية يتعلم فيها فريق الدعم النفسي المهارات الرئيسية التي يتطلبها العمل، ويبني قاعدةمن المتطوعين/ات المتدربين/ات للاستجابة لاحتياجات المجتمع في وقت الكوارث،وفي الوقت نفسه يكتسبون خبرات عملية تساعدهم في الحصول على فرصة عمل،بالاضافة الى التخفيف من الاحساس بالعجز خلال الازمة".
وقالت "أسيل يوسف" وهي طالبة في جامعة بيرزيت، ومتطوعة في الهلال الاحمر:"كنت شخصية انطوائية جداً ولا اتقبل التعامل مع الآخر بسهولة،وبعد التحاقي بدورات متخصصة في الاتصال والتواصل والعمل ضمن الفريق ومشاركتي في أنشطة التوعية المجتمعية، والتفريغ النفسي،تغيرت شخصيتي كثيراً،وانخرطت في المجتمع بشكل كبير وأصبحت روح المبادرة لديَ نحو تغيير المجتمع عالية جداً،ما ساهم برفع ثقتي بنفسي ".
أما المتطوع معاوية الخطيب وهوموظف في إحدى الشركات الخاصة فقال:" الهلال الاحمر كان له الفضل في حصولي على وظيفتي، وبخاصة بعد ان التحقت بدورة تدريبية فيمجال" الإسعاف النفسي الأولي "وهذا كان أحد متطلبات وظيفتي الحالية،وهي مساعدة الناس المتأثرة بأحداث حرجة،التي من أبرز عناصرها الاستماع للناس جيداً، وتقبل مشاعرهم ،والعمل على تعزيز ثقتهم بأنفسهم وتطوير امكانياتهم للتعامل مع المواقف الصعبة".
وأضاف أنه بأنه من خلال التحاقه بفعاليات خطة الطوارئ النفسية الاجتماعية اكتشفأموراً جديدة لم يعرفها من قبل في حياته الدراسية، صقلت مهاراته وعززت خبراته في كيفية التعامل مع الناس، وبخاصة تجاه أصدقائه وعائلته. وهذا التغيير انعكس عليه وعلى المجتمع من حوله،لأن تغيير المجتمع يبدأ من تغيير الذات.
يشار إلى ان التدريبات تناولت العديد من المواضيع منها: الإسعاف النفسي الأولي،العناية بالذات،الاتصال والتواصل الفعال،العمل ضمن فريق، بالاضافة الى أنشطة توعوية اجتماعية،وحماية النفس والآخرين،مبادرات،وأنشطة ترفيهية وتثقيفية.
وقد استفاد من برنامج الاسعاف النفسي الاولي نحو 2500 منتفع ومنتفعة من الضفة الغربية وقطاع غزة.تم تقديمها من قبل المتدربين انفسهم خلال تدريبهم الميداني .