الرئيسية » الأخبار »
04 كانون الأول 2011

الذكرى السابعة لوفاة الدكتور فتحي عرفات راعي المسيرة الإنسانية للشعب الفلسطيني

صادف في الفاتح من الشهر الجاري، مرور سبعة أعوام على وفاة الدكتور فتحي عرفات، رحمه الله، راعي المسيرة الصحية والإنسانية للشعب الفلسطيني، وأبرز الرواد المؤسسين لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.


وعند الحديث عن الفقيد، في الذكرى السابعة لوفاته، يستدرجنا الكلام للحديث عن جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، وإنجازاتها العظيمة.. فلا يذكر المرحوم الا وترتبط الجمعية باسمه، ولا تذكر الجمعية الا ويرتبط اسمها باسمه.. لقد تماهت شخصيته بكيان الجمعية، بحيث كانت جل اهتمامه، وكانت على حساب حياته الخاصة وحياة أسرته، وأصبح تطوير عمل الجمعية وتوسيع خدماتها شغله الشاغل.. ولا نبالغ اذا قلنا أن كل لقاءاته العامة والخاصة كانت تتمحور حول كيفية تعزيز أنشطة وفعاليات الجمعية لتشمل المواطنين الفلسطينيين كافة، ولا سيما المحتاجين منهم.


وكان رحمه الله يوظف مكانته وامكاناته لدعم مشاريع الجمعية الخدماتية. فهو في زياراته للدول العربية والأجنبية كان يكرسها كلها لهذا الغرض، وكان بارعاً في كسب الأصدقاء، ليس لمنافع شخصية، وانما بهدف تجييرها لصالح الجمعية والشعب الفلسطيني.


وبفضل سماته تلك، وتفانيه من أجل شعبه، وحضوره الفعال في المؤتمرات الصحية والإنسانية، العربية والدولية، استطاع أن يبرز الجانب الإنساني في نضال الشعب الفلسطيني من أجل الاستقلال الوطني، ويجسد اسم فلسطين في أذهان الألوف، ممن شاركوا في هذه الفعاليات.


وبهمة الشباب، التي كانت سمة بارزة ملازمة له طيلة حياته، حتى وهو قابض على الجمر من شدة آلام المرض، الذي ألمّ به، نجح في رفع علم فلسطين وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في المؤتمرات والاجتماعات واللقاءات الإنسانية، العربية والدولية.


وطيلة مسيرته الإنسانية على رأس جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، لم يترك الفقيد أمور تطوير الجمعية للصدف، وانما كان يبادر الى وضع الخطط والبرامج المستقبلية لأنشطتها وفعالياتها، على الصعد كافة، وخصوصاً الصحية والاجتماعية، منعاً للارتباك في العمل، وكي لا تؤثر الأحداث الطارئة، الناجمة عن الممارسات اللاانسانية للاحتلال الإسرائيلي، على الخدمات، التي تقدمها.. وعليه كانت مستشفيات وعيادات ومراكز الجمعية على أهبة الاستعداد لكل طارئ، وبخاصة في لبنان، عندما كانت تتعرض التجمعات الفلسطينية ومؤسساتها هناك للاعتداءات والقصف. وكان لدى الهلال الأحمر الفلسطيني دوماً مراكز وعيادات ومستشفيات ميدانية بديلة لتلك التي تقصف وتدمر من قبل الاحتلال.


وبناء على هذه الاستراتيجية لم يرتبك عمل الجمعية خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان، وحصار بيروت في العام 1982، ولم تتأثر الخدمات التي تقدمها، وخصوصاً الخدمات الصحية والإسعافية. ونذكر على سبيل المثال، لا الحصر، أنه خلال حصار بيروت الذي استمر أكثر من ثلاثة أشهر، أنشأت الجمعية أكثر من 28 مستشفى ميدانياً لإسعاف الجرحى والمصابين، واجراء العمليات الطارئة، التي كان أغلبها يتم على ضوء الشموع، بسبب انقطاع التيار الكهربائي.



كل هذا الجهد كان يتم بأيد فلسطينية خبيرة، مدعومة بسواعد من المتطوعين العرب والأجانب، الذين تحدوا الحصار وهبوا لتقديم المساعدة الإنسانية للاجئين الفلسطينيين في لبنان.


وبالنهج نفسه، الذي أرساه المرحوم الدكتور فتحي عرفات، تعاملت الجمعية مع ضحايا الاجتياح الإسرائيلي لمدن وبلدات وقرى ومخيمات الضفة الغربية وقطاع غزة في العام 2002، وكذلك خلال الحرب العدوانية التي شنتها اسرائيل على قطاع غزة في أواخر العام 2008 وأوائل العام 2009، والحصار الذي فرض على القطاع وما يزال. فعلى الرغم من شراسة هجمة جنود الاحتلال على المواطنين الفلسطينيين، وسياسة الحصار وحظر التجول وتقطيع أوصال المناطق الفلسطينية، التي اتبعتها سلطات الاحتلال، عملت مراكز الجمعية المختلفة وطواقم الإسعاف، بكامل طاقتها، لبلسمة جراح الشعب الفلسطيني، وتخفيف آلامه. وكان من نتيجة هذا التفاني في العمل استشهاد وجرح العشرات من أفراد هذه الطواقم.

 

ان الحديث عن انجازات الراحل وإنجازات الحمعية، التي أسسها هو والرواد الأوائل، سلسلة لا تنتهي من الأعمال الإنسانية، ولكن يكفي الجمعية أن النهج الذي اختطه ورسمه، سيبقى نبراساً تهتدي به كوادرها وأعضاؤها في عملها الإنساني، وشاهداً على أن حضور الفقيد سيبقى مجسداً في برامج وأنشطة الجمعية وانجازاتها المتنوعة.. وستبقى الجمعية هي فتحي عرفات، وسيبقى فتحي عرفات مجسداً في الجمعية.