الرئيسية » الأخبار »
12 آذار 2015

شاركت فيه 17 جمعية هلال أحمر وصليب أحمر الجمعية تعقد اجتماعا لشركائها الدوليين في بيروت لبحث أوضاع اللاجئين الفلسطينيين المتأثرين بالأزمة السورية ودعمهم

عقدت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في الفترة من 25-26/2/2015، اجتماع الشراكة الدولية، في بيروت الذي شارك فيه ممثلون عن 17 جمعية صليب أحمر وهلال أحمر، ومندوبون من الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، واللجنة الدائمة، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، وعدد من المنظمات الدولية والإنسانية العاملة في بيروت، وبحضور السفير الفلسطيني في لبنان الأستاذ أشرف دبور.


وأبرز الجمعيات الوطنية المشاركة في الاجتماع هي: جمعيات الهلال الأحمر في سوريا والعراق وقطر والكويت وايران ومصر، وجمعيات الصليب الأحمر في لبنان وكندا وألمانيا وبريطانيا والسويد والنرويج واليابان وايطاليا وسويسرا واسبانيا والدنمارك. إضافة إلى ممثلين عن منظمة "اليونيسيف" في لبنان وسورية، والأونروا ونورواك النرويجية.


وهدفت الجمعية من وراء دعوتها لهذا الاجتماع الذي عقد في العاصمة اللبنانية، إلى تسليط الضوء على فداحة المأساة التي عاشها ويعيشها اللاجئون الفلسطينيون في سورية جراء الأزمة التي يمر فيها هذا البلد العربي، سواء الذين نزحوا الى الداخل السوري أو إلى المخيمات الفلسطينية في لبنان، والظروف الصعبة، الصحية والاجتماعية، التي أحاقت بهم بفعل هذه الأزمة والتحديات الكبيرة التي واجهتها الجمعية لمواجهة التداعيات الإنسانية وبخاصة الصحية، التي بذلت كوادر الهلال الأحمر الفلسطيني ومتطوعوه، كل ما لديهم من طاقات لتقديم العلاج لهم.


علماً أن عدد اللاجئين الفلسطينيين في سورية يبلغ أكثر من 600 الف لاجئ، نزح منهم إلى الداخل السوري وإلى لبنان أكثر من 300 ألف لاجئ.


كما هدف الاجتماع إلى وضع شركاء الجمعية في صورة هذه الأوضاع وبحث سبل تقديم الدعم لهؤلاء النازحين.


افتتح المؤتمر د. خالد جودة، عضو المكتب التنفيذي للجمعية ومديرها العام، بكلمة تطرق فيها إلى التحديات التي تواجهها الجمعية في كل من الأرض الفلسطينية المحتلة، وفي المخيمات الفلسطينية التي تأثرت بالأزمة السورية في كل من سورية ولبنان. مشيراً إلى أنه رغم هذه الصعوبات إلا أن الهلال الأحمر الفلسطيني عزز خدماته الصحية والاجتماعية إلى أبناء الشعب الفلسطيني المتضررين من هذه الأزمة، وكل محتاج إلى هذه الخدمات من الأشقاء السوريين واللبنانيين. ودعا جودة في ختام كلمته المشاركين إلى زيادة دعمهم للجمعية لتواصل تقديم هذه الخدمات على أكمل وجه.


وأكدت السيدة سوزان عويس، رئيس الصليب الأحمر اللبناني، أهمية هذا الاجتماع كونه يأتي ترجمة فعلية للمبادئ الأساسية للحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر. وقالت: "إن جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني تتعرض لضغوط إنسانية عديدة في لبنان، ولحجم عمل كبير، بفعل نزوح عدد كبير من اللاجئين الفلسطينيين من مخيماتهم في سورية، إلى المخيمات الفلسطينية في لبنان. وإننا كحركة صليب أحمر وهلال أحمر يقع على عاتقنا دعم هذه الجمعية لتلبي الاحتياجات الإنسانية لهؤلاء النازحين".


ودعا نائب رئيس الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر، ورئيس الصليب الأحمر الإيطالي فرانشيسكو روكا، إلى أهمية الاستجابة الجماعية لضحايا المأساة الإنسانية للأزمة السورية، من الفلسطينيين والسوريين.


وقال: "إن هذه الأزمة أثرت في حياة الفلسطينيين كما السوريين تماماً، وإن الالتزام من قبلنا هو أمر ضروري لمواجهة التحديات الإنسانية لتأمين دعم فعال لتلبية الاحتياجات للفئات الأشد احتياجاً".


وبدوره قال روبرت مارديني، مسؤول عمليات اللجنة الدولية للصليب الأحمر في منطقة الشرق الأوسط: "إن حاجات الفلسطينيين تفوق حالياً حجم الاستجابة الإنسانية، وإننا نحتاج لبذل المزيد والأفضل تجاه هؤلاء الناس. وإن جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني هي شريك أساسي لنا في المنطقة، ونحن حريصون على تلبية احتياجاتها الإنسانية لتعزز خدماتها للفلسطينيين".


ودعا مارديني الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر إلى زيادة الدعم المقدم للجمعيات الوطنية من أجل تلبية الحاجات الملحة للاجئين الفلسطينيين والأشخاص المتضررين بفعل الأزمة السورية.


من جهته، وضع الدكتور محمد الحديد، رئيس الهلال الأحمر الأردني، وممثل اللجنة الدائمة للصليب الأحمر والهلال الأحمر، المشاركين في صورة آخر المستجدات مثل مذكرة التفاهم بين جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني ونجمة داود الحمراء، والمؤتمر الدولي لمساعدة ضحايا العنف، والقمة الإنسانية للصحة العالمية التي ستعقد في تركيا في العام 2016 "التي ينبغي ألا تعتبر بديلاً للحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر".


وأثنى الحديد على الدور الإنساني لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، وما تقدمه من خدمات صحية واجتماعية للشعب الفلسطيني في داخل فلسطين وخارجها.


وأشاد د. سمير تلاج، ممثل منظمة الهلال الأحمر العربي السوري، بجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني وبالخدمات التي تقدمها، وبالتعاون الوثيق الذي يجمع الهلالين السوري والفلسطيني في سورية، حاثاً الشركاء على تعزيز الدعم للهلال الأحمر الفلسطيني للقيام بواجباته وتأدية رسالته الإنسانية.


وعلى هامش الاجتماع عُقدت حلقتا نقاش كانت الأولى عن الوضع الإنساني للاجئين الفلسطينيين في لبنان وسوريا، شارك فيها ممثل عن الصليب الأحمر اللبناني، وممثلان عن اللجنة الدولية للصليب الأحمر في لبنان وسورية، وممثل عن الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر، وآخر عن الهلال الأحمر السوري.


وفي العرض الذي قدمه فرع جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في لبنان في ورشة العمل على لسان كل من د. عادل الأحمد ود. سامر شحادة، تم وضع المشاركين في الاجتماع في صورة الظروف المعاشية الصعبة التي يعيش في ظلها اللاجئون الفلسطينيون في المخيمات، المحرومون من الحقوق المدنية والاجتماعية.


وتطرق إلى الجهود الكبيرة التي تقوم بها الجمعية لتأمين الخدمات لهم عبر المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الأولية وبرامج التثقيف الصحي، مشيراً إلى أن هناك احتياجات أخرى لهؤلاء اللاجئين لا تستطيع الجمعية تأمينها مثل المواد الغذائية والاحتياجات المنزلية، والمساعدات النقدية والتعليم.


أما العرض الذي قدمه فرع الجمعية في سورية بلسان رئيسه د. شاكر شهابي، فتناول التعاون المشترك القائم بين الهلالين الفلسطيني والسوري، لمواجهة التداعيات الإنسانية للأزمة السورية، المتمثل بخدمات الطوارئ الطبية، والدعم اللوجستي، وإخلاء الجرحى والمصابين، وإيصال المساعدات الإنسانية للمحاصرين، وبخاصة في مخيم اليرموك.
أما حلقة النقاش الثانية التي انقسم فيها المشاركون إلى مجموعتين، فقد أجابت عن الأسئلة الآتية وهي:


ما هي القضايا الإنسانية الأكثر أهمية فيما يتعلق باللاجئين الفلسطينيين في لبنان وسورية؟ وكيف ينبغي لنا كحركة دولية معالجة هذه الأولويات؟ وما هي الخطوات القادمة؟ وما هي مجالات العمل والتدخل الأولي لصالح فروع جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني؟


وقد أكدت إجابات المشاركين فيها على ضرورة العمل المشترك لتعزيز الدعم الإنساني للشعب الفلسطيني المتأثر بالأزمة السورية، عبر جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، وفرعيها في لبنان وسورية، ووضع آلية لتوفير الدعم لتغطية الاحتياجات والتحديات الصحية التي تواجهها.


وعقب حلقتي النقاش، تم عرض ثلاثة أفلام، أبرز الأول أنشطة جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في لبنان المقدمة للاجئين الفلسطينيين، في حين أبرز الثاني عمليات إخلاء اللاجئين الفلسطينيين المحاصرين في مخيم اليرموك، وبخاصة الأطفال والنساء وكبار السن من الرجال. أما الفيلم الثالث فكان عن أنشطة الهلال الأحمر السوري والخدمات التي يقدمها في مجالات الإسعافات الأولية والخدمات الصحية والاجتماعية، والتنسيق مع جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.


وفي ختام الاجتماع ألقى د. يونس الخطيب كلمة شكر فيها المشاركين من الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، ومن خارجها، على إسهاماتهم المفيدة في هذه الفعالية ودعمهم المتواصل لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في أحلك الظروف، وخص بالذكر منظمة الهلال الأحمر العربي السوري والصليب الأحمر اللبناني "اللذين لولا دعمهما لما تمكنت الجمعية عبر فرعيها في سورية ولبنان، من تقديم الخدمات لللاجئين الفلسطينيين وكل محتاج". مؤكداً أن الظروف الحالكة التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط، تتطلب تضافر الجهود للتغلب على التداعيات الإنسانية التي أفرزتها، وتقديم الخدمات على أكمل وجه.


وأضاف أن حجم التحديات التي تواجه الجمعية بموظفيها ومتطوعيها وكوادرها كبير نظراً للمعاناة التي يعانيها الشعب الفلسطيني منذ عقود وزادت منذ اندلاع الأزمة السورية قبل أكثر من أربع سنوات، مؤكداً أن الجمعية بدعم من شركائها تستطيع مواصلة عملها المتوجب عليها تجاه شعبها وكل محتاج.


وكان المشاركون في الاجتماع قاموا بجولة شملت مخيم برج البراجنة القريب من بيروت، ومستشفى حيفا، التابع للجمعية في المخيم، ومستشفى الهمشري التابع للجمعية في مخيم عين الحلوة القريب من مدينة صيدا في جنوب لبنان، حيث أطلعوا على الخدمات الصحية والاجتماعية التي يقدمها هذين المستشفيين.


يذكر أن جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني تدير في لبنان خمس مستشفيات وتسع عيادات طبية، تقدم خدمات صحية لما معدله 150 ألف مريض سنوياً. في حين تدير في سورية ثلاث مستشفيات و 11 مركزاً صحياً، تعمل في ظل ظروف صعبة بفعل الأزمة السورية.