الرئيسية » الأخبار »
04 أيار 2014

انتخب خلاله أعضاء المكتب التنفيذي والمجلس الإداري - "الهلال الأحمر" تختتم أعمال مؤتمرها العام الـ (11) بالبيرة

البيرة – (3-5-2014): اختتمت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، اليوم، فعاليات مؤتمرها العام الحادي عشر، الذي استمر ثلاثة أيام في مقرها العام بالبيرة، بمشاركة ممثلين عن فروعها وشعبها في الوطن والشتات، وبحضور مكونات الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، ومنظمات دولية عديدة، ومؤسسات رسمية وأهلية.

 

وأعاد المؤتمرون، انتخاب أعضاء المكتب التنفيذي الخمسة عشر وهم د. عزمي الجشي، سميح ابو عيشة، باسل كنعان، خضر ابو شعبان، د. نجاة الاسطل، حنان حنون، د. عبد الله صبري، د. محمد عثمان، د. محمد رزق، د. صلاح الاحمد، عبير ارشيد، د. خالد جودة، ، جمال الطميزي، د. شاكر الشهابي، ود. يونس الخطيب، وجدد في عضوية المجلس الإداري المكون من 17 عضوا، وهم: د. ناصر القدوة، د. لرفيق الحسيني، هدلا الايوبي، جمال صالح، د. خالد السنوار، رمزي خوري، ادمون عمران، د. عمر دقة، محمد سعيد منصور، عطا سالم، م. طارق عرفات، د. جواد عواد، فايزة زلاطيمو، ود. جهاد البدوي، د. حسام شرقاوي، ومروان جيلاني. إضافة إلى اقرار رزمة من التوصيات المتعلقة بالخدمات الإنسانية، وأخرى ذات صلة بتنمية الموارد، وتعزيز المشاركة الشبابية في فعاليات الجمعية وتدخلاتها المختلفة.


وفي كلمته أمام المؤتمرين، أثنى رئيس الجمعية الدكتور يونس الخطيب، على كل الذين ساهموا في إنجاح فعاليات المؤتمر العام، لافتا إلى أن جهودا مضنية بذلت من أجل اخراجه إلى حيز النور بأفضل صورة.


وأشاد بما قام به المكتب التنفيذي وأعضاء المجلس الإداري خلال الأعوام الأربعة الماضية، مشيرة في نفس الوقت ضرورة أن تكون الدورة الحالية دورة للتغيير، لجهة بناء هيكل لجمعية قادرة على الاستجابة لتحديات المستقبل.


وأشار الخطيب إلى أن مسؤوليات كبيرة تقع على كاهل الجمعية، مضيفا "إن هناك كثيرا من المواد الموجودة في الدستور، تسمح لنا إذا التزمنا بها، أن نساهم في تطوير الجمعية".



وتابع: لا توجد جمعية في العالم تعمل بالطريقة التي تعمل فيها جمعيتنا، فهي تعمل في وطن ممزق جغرافيا، وقسم كبير من أبنائه في الشتات، وهذا ظرف لم تمر به جمعية قط في العالم، لكن بالتأكيد تم هذا بدعم وتضامن شركائنا الذين يستحقون كل تقدير واحترام.


وبين الخطيب أن الجمعية تعنى بتعزيز شراكاتها القائمة ونسج شراكات جديدة سواء على المستويين المحلي أو الدولي، بما يعزز دورها وحضورها على شتى الصعد.
وقال: نتطلع إلى أن تظل الجمعية رمزا للعطاء ليس على المستوى على صعيد العمل الطبي والإنساني فحسب، بل وكافة مناحي حياة الشعب الفلسطيني.


وتخلل اليوم الأخير للمؤتمر، عقد حلقتي نقاش، ركزت الأولى على "تجربة الجمعية في التعامل مع أوضاع الطوارئ"، تحدث فيها كل من مدير وحدة ادارة الكوارث في الجمعية د. خليل أبو الفول، وأمين سر اقليم سوريا في الجمعية د. شاكر الشهابي، علاوة على ممثل الجمعية في اقليم لبنان د. سامر شحادة.


واستعرض أبو الفول في عرضه، بعض الاحصاءات عن الواقع السكاني في قطاع غزة، مشيرا إلى أن عدد السكان قدر حتى نهاية كانون الأول الماضي بنحو 8ر1 مليون نسمة.


وبين أن نسبة الفقر والبطالة تجاوزت 50% من مجمل عدد السكان، بينما يعتمد نحو مليون مواطن على المساعدات الإغاثية، مضيفا "الاستهلاك والطلب على الطاقة، يتزايدان بنسبة لا تقل عن 7% سنويا".


وأوضح أبو الفول فيما يتعلق بالوضع الصحي أن هناك نقصا في الأدوية، والمعدات ومستلزمات الصيانة بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع.


وقال: إن معظم المرافق الطبية بحاجة إلى إعادة تأهيل، لتتناسب مع التضخم السكاني، اضافة إلى تعرضها للاستهداف المباشر من قبل الاحتلال الاسرائيلي.


وأشار إلى دور الجمعية خلال العدوان الإسرائيلي على القطاع في أواخر العام 2008 وبداية العام 2009، مبينا أن عدد الإصابات بلغ 5000 مصاب، و1500 شهيد، لافتا إلى أن الجمعية تعاملت مع 55% من الإصابات.


وقال أبو الفول: سقط 18 شهيدا، و38 اصابة من أفراد الطواقم الطبية، وهناك 15 سيارة اسعاف دمرت، بينما استهدفت خمسة مستشفيات حكومية وثلاثة غير حكومية بالطائرات والقصف المدفعي الإسرائيلي.


وبخصوص العدوان الإسرائيلي على القطاع العام 2012، أوضح أنه سجلت سبع اصابات في صفوف طواقم الجمعية، بينما دمرت 13 سيارة اسعاف.


وقال أبو الفول: إن 17 مرفقا من المرافق الطبية والمباني تضررت ودمرت، منها خمسة مباني تابعة للجمعية تضررت بشكل مباشر وكبير.


وذكر أن 480 شخصا من متطوعي الجمعية شاركوا في عملية الاستجابة الإنسانية، بينما وصل عدد المستفيدين من برنامج الدعم النفسي إلى 253ر39 مستفيدا.
وأضاف أبو الفول: تعاملت سيارات إسعاف الجمعية مع 1500 اصابة، ونقلت 88 شهيدا، بمعنى أنها تعاملت مع زهاء 75% من الاصابات.


بدوره، تحدث الشهابي عن الصعوبات التي واجهت وتواجه عمل الجمعية في سوريا، خاصة في ظل الحصار المفروض على مخيم "اليرموك"، وانعكاسات ذلك على توفر الأدوية والمستلزمات الطبية.


وتناول استعدادات فرع الجمعية في اقليم سوريا مع بدايات الأزمة هناك، وقال عنها بأنه لم يكن يتوقع أن تستمر كل هذه المدة.


وأشار إلى تعرض مشفى "فلسطين" التابع للجمعية الكائن في مخيم "اليرموك" للقصف، واصابة سيارتين احداهما احترقت، لافتا بالمقابل إلى سقوط ستة شهداء من كوادر الجمعية منذ بداية الازمة السورية من بينهم ثلاثة أطباء.


وقال: وجهت إلينا اتهامات من طرفي الصراع في سوريا بالانحياز للطرف الآخر، ما شكل دليلا على أننا ملتزمون بمبادئ الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر بالحياد، وقد استمر هذا فترة من الزمن إلى أن اقتنعت معظم الأطراف بحيادية الجمعية.


ونوه إلى فعالية الدور الذي لعبه المتطوعون في تقديم الخدمات، لافتا إلى أن مرافق الجمعية في سوريا تقدم خدماتها للفلسطينيين والسوريين على حد سواء.


من جانبه، تعرض شحادة إلى الواقع الفلسطيني في لبنان، حيث يحرم الفلسطينيون من العمل في 70 مهنة، ونسبة من هم تحت خط الفقر وصلت إلى 66%، والمتعطلين عن العمل إلى 56%.


وذكر أن للجمعية خمسة مستشفيات في لبنان بسعة 200 سرير، و9 مراكز مجتمعية، مضيفا "الجمعية هي المزود الأساسي للخدمات الصحية الثانوية إلى جانب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين أونروا".


وأشار إلى صعوبة الأوضاع المادية للجمعية في لبنان، مشيرا إلى تصاعد عدد المستفيدين من مرافق الجمعية جراء نزوح نحو 52 ألف لاجئ فلسطيني من سوريا إلى لبنان، اضافة إلى مليون سوري.


وقال: إن تدفق مليون لاجئ سوري و52 ألف لاجئ فلسطيني من سوريا إلى لبنان، جعل الحياة داخل لبنان أكثر صعوبة، وإن معالجات المرضى من السوريين والفلسطينيين كمرضى داخليين في مشافي الجمعية تبلغ كلفتها نحو مليون دولار.


وبحثت حلقة النقاش الثانية في "تجربة الجمعية في تعزيز قدرة المجتمع الفلسطيني على الصمود"، وتحدث فيها مدير وحدة الكوارث في الجمعية بالضفة الغربية بشير أحمد، والنقيب جمانة جاغوب من جهاز الدفاع المدني، وممثلة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر انديرا كيلونوفيك.


وتناول أحمد، دور الجمعية في تكريس صمود المجتمع، موضحا أن نشأتها استندت إلى هذا المفهوم، ومشيرا إلى أن كافة برامج وأنشطة الجمعية تساهم في تعزيز الصمود.
واستعرض جانبا من برامج الجمعية ومكوناتها، وآثارها على صعيد تعزيز الصمود، مثل برنامج التربية الخاصة الذي يستهدف الأطفال من ذوي الإعاقة، وبرنامج الصحة النفسية، وغيرهما.


وأشار إل تركيز الجمعية على الفئات المهمشة، نظرا لحاجتها الماسة إلى الدعم والمساندة بشكل متواصل.


من جهتها، ركزت جاغوب على التعاون بين الجمعية و"الدفاع المدني"، مشيرة إلى أنهما كانا وقعا مذكرة تفاهم حول أسس التعاون والتنسيق.


وبينت أن عدد المتدربين المستفيدين من التدريبات المشتركة المنظمة من قبل الطرفين، وصل إلى 825 متدربا في العام 2013، معربة عن أملها في رفع هذا العدد.
وخصصت جانبا من حديثها عن مشاريع "الدفاع المدني" للحد من مخاطر الكوارث، مثل البوابة الالكترونية لإدارة الكوارث التي ستطلق نهاية الشهر الجاري، اضافة إلى مشروع انشاء وإدارة سجلات خسائر الكوارث وغيرهما.


وتحدثت كيلونوفيك، عن دور الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، والمنظمات المنضوية في اطاره في تقديم المساعدة لشتى المجتمعات، لتحقيق أهداف مختلفة، من ضمنها تعزيز صمودها.


ولفتت إلى الاطار العالمي الخاص بالصمود الذي وضع في العام 2007، موضحة أنه قيد المراجعة حاليا، وأنه سيتم تبنيه العام المقبل.


وركزت على المبادئ المرتبطة بتعزيز الصمود، التي لا بد من مراعاتها في هذا الشأن، مثل التركيز على واقع الناس واحتياجاتهم.


وبينت أن مفهوم الصمود لا ينفصل عن التنمية، لافتة إلى أن الحالة الفلسطينية هي أحد النماذج عن انعكاسات الظروف الصعبة سلبا على التنمية.


وذكرت أن الاحتلال وممارساته المختلفة، خصوصا لجهة زيادة نسبة البطالة والفقر، تنعكس سلبا على فرص التنمية، ومفهوم الصمود في فلسطين.
وتم في ختام المؤتمر، تكريم رئيس الجمعية من قبل جمعية "المقاصد الخيرية"، وفرع الجمعية في بيت لحم.