الرئيسية » قصص انسانية »
13 نيسان 2025

كانت تحلم بالحياة فواجهت الموت

لست مجرد فتاة من المخيم

جود فرج: كانت تحلم بالحياة فواجهت الموت

طولكرم

لم تأت رياحُ الحياةِ كما اشتهت سفنُ جود فرج، المتطوعة في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني..كل أحلامها تبخرت، شوارع مخيمها نور شمس حُفرت، بيوت جيرانها هُجرت، وبدلاً من أن تشق طريقها في  خضم الحياة، وجدت نفسها تبذل جهوداً كبيرة لمواجهة الموت.

تنتزعُ فرج (21عاما) مكاناً أساسيا لها في فرق وحدة إدارة الكوارث في الجمعية، جنباً إلى جنب مع أقرانها من الشباب، تواجه بابتسامتها المخاطر، تشقُ عتمة زقاق المخيم، تساعدُ نازحاً هنا، وتقدم طرود الإغاثة لصامدٍ هناك، كلاهما من المخيم، وكلاهما يواجهان كما أهل المخيم عدواناً اسرائيلياً مستمراً منذ نهاية شهر كانون الثاني الماضي.

تقول فرج بحماسة شديدة: " التحقت في دورة للإسعاف الأولي، وبعدها سجلت كمتطوعة في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني قبل عامين تقريباً، أساعد الناس، وأحاول رسم البسمة على شفاه الناس الذين يواجهون كل هذا الظلم".

وأضافت: "لم يمنعني شيء من أخذ المناوبات، في أي وقت وأي مكان وأي زمان، أنا أقوم بعمل إنساني لفعل الخير، للمجتمع للناس لأصحابي لوطني و لمجتمعي".

 

لست مجرد فتاة

وقالت فرج: "كوني فتاة لا يعني أن أتردد بأخذ المهمات الصعبة، والنزول إلى الميدان، ومساعدة الناس، الذين هم أهلي وناسي، أقاربي وجيراني، أحب كوني فتاة قوية، وأحب التطوع كونه يعزز روح العطاء لدي، ويعزز من شخصيتي".

وأضافت:“كبنت من سكان المخيم هذا يساعدني كثيراً بالجمعية، عندما نقوم بإخلاء الناس المجبرين على النزوح، أو عندما نقوم بتوزيع المساعدات، فأنا أعرف الطرق والأزقة، وأعرف الناس و كيفيةالتعامل معهم، فأنا بنت المخيم وافتخر".

 

صعوبات كبيرة

لا تخلو تجربة فرج من الصعوبات، وواحدة من أصعب اللحظات كانت حين زارت المخيم الذي يشهد اقتحامًا مأساويًا من قبل جنود الاحتلال، تفاجأت بالدمار الذي لحق ببيتها وبيت جيرانها، وأحست أن ذكريات الطفولة تلاشت في غمضة عين. "هذا بيت الذكريات، بيت أهلي، وقد كان من الصعب عليّ تقبل هذا الدمار."

وقالت فرج: "كل المواقف إلي صارت جراء هذا الاقتحام صعبة وأثرت فينا نفسيًا وأثرت فينا معنويًا وأصعبها كان عندما توجهت إلى المخيم أخلي الناس المجبرين على النزوح، شاهدت منزلنا، كل شيء كان مدمراً، كل شيء صار خراباً، بيت أهلي وكل الذكريات، كان صعباً عليَّ تقبل الفكرة.

وعلى الرغم من تلك المعاناة، تواصل جود السير قدمًا، وكونها من المخيم يمنحها هذا ميزة فريدة، وكونها فتاة يمنحها ميزة فريدة أخرى، تتوج ميزاتها بالتطوع ومساعدة الناس.