الرئيسية » قصص انسانية »
26 آذار 2025

يافا حويل: “لن أقف مكتوفة الأيدي”

جنين

"عندما يكون لديك العلم والقدرة على المساعدة، لا يمكنك البقاء مكتوف الأيدي"، بهذه الكلمات بدأت يافا حويل المتطوعة في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في جنين حديثها، تروي قصتها والتحديات التي تواجهها هي وزملاؤها في تقديم الخدمات الإنسانية للمحتاجين، خاصة في ظل الاقتحام الإسرائيلي المتواصل للمدينة ومخيمها.

بدأت حويل رحلتها التطوعية قبل عام بعد حصولها على شهادة المستجيب الأول، وتقول: "نحن هنا في الإسعاف، لكننا نقدم أية خدمة إنسانية ممكنة، ولا يقتصر عملنا على إسعاف المصابين، بل نمدهم بالغذاء والدواء ونساعد في إخلاء العائلات."

 

الاقتحام الأخير

منذ بداية الاقتحام الأخير، تضاعفت مسؤوليات حويل وفريقها، وفي هذا تقول: "نعمل بواسطة سيارات الإسعاف لنقل المصابين وتقديم خدمة الإسعاف الأولي لهم، ونساعد في إيصال المساعدات الإنسانية لأهالي المخيم ومدينة جنين بشكل عام."

لكن هذه المهمة الإنسانية النبيلة لا تخلو من صعوبات جمة، ترويها حويل بالقول: "أولاً، تفتيش سيارات الإسعاف من قبل الجيش الإسرائيلي المتمركز على مداخل المستشفى، يتم تفتيشنا عند الدخول والخروج، وفي بعض الأحيان، يتم مصادرة هويات المسعفين، وقبل فترة تم الاعتداء على أحد المتطوعين بالضرب والشتم."

 

مريضة الجلطة القلبية

وتضيف حويل أن "جرف الشوارع يعيق وصولنا إلى الحالات الطارئة، وفي إحدى المرات، تأخرنا في الوصول إلى مريضة مصابة باحتمال جلطة قلبية، كان من المفترض أن نصل خلال عشردقائق، لكننا وصلنا بعد 20-30 دقيقة، وعندما وصلنا إلى المستشفى، تم إيقافنا لمدة ربع ساعة، وهذا كله يؤثر على حياة المريض."

وتشير حويل إلى أنها وزملاءها المتطوعات والمتطوعين يواجهون صعوبات في الوصول إلى الحالات الإنسانية في المخيم، حيث لا يزال بعض السكان مقيمون في منازلهم رغم عمليات الإخلاء، “ندخل المخيم بعد تنسيق مسبق، لكن التنسيق قد يستغرق ساعات أو أيام، وقد يُرفض في النهاية، وفي بعض الأحيان، نصل إلى المخيم بعد التنسيق، ثم يتم إرجاعنا."

ورغم كل هذه التحديات، تؤكد أنها وزملاءها مستمرون في عملهم الإنساني، وختمت بالقول: "هذا أضعف الإيمان، نحن نتعاون على البر والتقوى، وهؤلاء أهلنا وناسنا، هذا عمل إنساني، والله سخرنا لخدمة هؤلاء البشر، الحمد لله."