الرئيسية » قصص انسانية »
17 آذار 2025

الهلال والأسرى المحررون

رام الله

سبع دفعات من الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم ضمن إتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وصلت إلى رام الله، بعد إخلاء سبيلهم من سجن عوفر الواقع غربي المدينة. ولأجل التعامل مع عشرات الأسرى المفرج عنهم في كل دفعة، ومع تواجد مئات المواطنين لاستقبالهم، تستنفر جميعة الهلال الأحمر الفلسطيني طواقمها في كل مرة يتم فيها الإفراج عنهم، ضمن خطط وسياسة متبعة لضمان سلامتهم وأهاليهم.

ويقول مدير مركز الإسعاف والطوارئ في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في محافظة رام الله والبيرة إبراهيم الغولة: "إن الصليب الأحمر ينسق معهم عبر الهلال الأحمر وإبلاغهم بأنه سيفرج عنهم من سجن عوفر. وبعد تلقيهم البلاغ يتم الشروع بتجهيز طواقم إسعاف تتواءم مع هذه المهمة ومستعدة لاحتمالات ومجالات عديدة للتعامل".

وأفاد أن الهلال الأحمر يقوم بتغطية تداعيات هذا الحدث المهم على أكمل وجه، من جهة البدء بالاستعداد قبل أيام بتجهز الطواقم ومركبات الإسعاف، وإعداد متطوعين ميدانيين، للانتشار بين الناس وتقديم الرعاية الانسانية اللازمة، بحيث يتم تقديم الخدمة من المتطوع المتواجد، أويتم استدعاء سيارة إسعاف لنقل الحالة إلى المستشفى.

طواقم مجهزة:

وأضاف الغولة، أنه يتم تجهيز الطواقم والمتطوعين والتوجه إلى موقع الحدث، والتغطية تكون في موقعين رئيسيين: وهي موقع الإفراج عند بوابة سجن عوفر، وموقع ساحة قصر رام الله الثقافي. وقبلها في الدفعات السابقة في مجمع رام الله الترويحي.

وعن كيفية إعداد الطواقم ومركبات الإسعاف، قال الغولة: "إن الطواقم التي يتم استنفارها تكون وفق الحدث، حيث يكون لديهم معلومة مسبقة عن عدد الأسرى الذين سيتم الإفراج عنهم، وفي معظم الحالات يتواجد هناك حافلة واحدة، وهناك حالة وصلت فيها حافلتان. وهناك حالة وصلت فيها ثلاث حافلات".

وتابع الغولة، أنه في الوضع الطبيعي يتم استنفار ست مركبات إسعاف، وعشرين متطوعاً ميدانياً، مجهزين بالمعدات اللازمة للإسعاف والنقل وحمايتهم كمسعفين. أما في الحالات التي تتطلب أكثر من حافلة، يضطرون لتوفير مركبتين أو أكثر. وقد وصل هذا العدد في أحيان أخرى وصل إلى عشر مركبات إسعاف.

 

مجالات التدخل:

أما عن مجالات تدخل الهلال الأحمر، قال الغولة:"إن أولوية عمله هو التعامل مع الأسرى المرضى، ومن هم بحاجة إلى رعاية صحية طارئة، حيث يتم تقديم الاسعافات الأولية الطارئة، ومن ثم نقلهم إلى المركز الذي يوفر الرعاية الصحية اللازمة لهم".

وأضاف: "أما المجال الثاني فهو العمل وسط تجمهر المواطنين أمام بوابة سجن عوفر، وفي الشارع المؤدي إليه من بيتونيا، وما يجري هناك من اعتداء قوات الاحتلال على هذه التجمعات وقمعها. وفي العادة ينتج عنها إصابات عدة يتم التعامل معها من قبل طواقمنا".

وأردف، أن المجال الثالث للتعامل هوقضية التدافع والتزاحم عند استقبال الأسرى وما ينتج عنه من حالات إغماء وفقدان الوعي وما إلى ذلك.

 

في حافلة الأسرى:

وعن طبيعة التدخل في كل مجال، قال الغولة إنه فيما يتعلق بالأسرى تصعد الطواقم إلى الحافلة التي ستنقلهم لحظة وصولها إلى منطقة آمنة بعد الخروج من السجن، ويتم تقديم الإسعاف الأولي اللازم لهم وتقييم وضعهم الصحي عموماً، ومن يحتاج إلى العلاج الطارئ، كما جرى مع الشيخ جمال الطويل، الذي يم نقله مباشرة إلى المستشفى.

وبين أنه في كل مرة يتم التعامل مع 8-12 أسيراً، يتم تحويلهم إلى مجمع فلسطين الطبي أوالمستشفى الاستشاري، وهؤلاء يكونون مصابين وبحاجة لنقلهم إلى أحد المشافي.

وأضاف أن الحالات المرضية للأسرى تكون في معظمها هي الضعف العام والإنهاك لدرجة شبه فيها الأسير بأنه "يكون في الرمق الأخير"، ولا يتوفر لديه أي نوع من الطاقة أو التحمل، بسبب طول فترة الأسر وقساوتها، وطول مدة الانتظار في الحافلات، وضمن ظروف سيئة، عدا عن الضرب والاعتداء عليهم، وبالتالي يصل الأسير وهومنهك تماما بعد النزول من الحافلات.

واستدرك الغولة قائلاً: "مع ذلك يتعالى الأسرى على قسوة ظروفهم ويذهبون مع اهاليهم إلى بيوتهم، علماً أن الأسرى جميعهم يكونون بحاجة إلى العناية الصحية. وننقله من بينهم وهومنهك تماما ولا يستطيع قضاء أول ليلة مع أهله بسبب ظروفه الصحية. أما البقية فيذهبوا مع الأهل وبعد يوم أو يومين يتوجهون إلى المستشفى لتلقي الرعاية الصحية".

 

تدخل أولي:

وحول تدخلهم الاولي وما يقدم للأسير، قال الغولة "الأسير يكون بحاجة إلى المحاليل والأوكسجين والدفء، وهذا الوضع الصحي الذي يظهر عليه الأسرى ناتج من قلة النظافة والاستحمام والاغتسال ونقص الطعام اضافة الى القمع والتنكيل".

وأكد أن ما يتعرض له الأسرى في السجون أمور بعيدة جداً عن الإنسانية، وما تقوم به طواقم الهلال الاحمر هو التعامل معهم في مجالين: الحذر من عدم نقل العدوى، وتشخيص الحالة ونقلها إلى المكان العلاجي المناسب.

أما عن التدخل لحظة الإفراج عن الأسرى واستقبال الأهالي لهم، قال الغولة: "حصلت عدة حالات إغماء لبعض الأهالي أو سقوط إلى الارض، منها ما تم تقديم الإسعاف الميداني لها ومنها ما تم نقلها إلى المستشفى".

 

قمع الاحتلال:

وفيما يتعلق بالتدخل خلال قمع الاحتلال للأهالي قبل وصول الحافلات، أوضح الغولة إن القمع ينتج عنه عدد من الإصابات، وتتنوع بين إصابات بالرصاص المطاطي وجراء استنشاق الغاز، وفي بعض الأوقات عن الرصاص الحي".

وذكر أن أحد المصابين أصيب بالرصاص الحي في الفخذ ولولا عناية الله ووصول الطاقم في الوقت المناسب لكان استشهد بسبب النزيف الشديد.

وختم الغولة، حديثه عن التنسيق مع الطواقم الإسعافية الأخرى في الميدان، قائلاً:" إن كل من يتواجد في الميدان يعمل ضمن إطار الهلال الأحمر فهو الجهة المخولة رسمياً بالتعامل مع هذا الحدث".